
الجالية التونسية بالخارج مصاعب وتحديات بالجملة
تواصل الجمعية الوطنية للتونسيين بالخارج بالتعاون مع العديد من الناشطين التونسيين المقيمين في الخارج وعدد من الصفحات ومنصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الألكتروني طرح قضايا الجالية التونسية والمساهمة في معالجة مشاكلهم ولا سيما مصاعب الجالية مع النقل الجوي والبحري والتي تُعدُّ سببا رئيسا يحدّ من زيارتهم إلى تونس ومن مساهمتهم في دفع العجلة الاقتصادية.
سبر آراء بشأن صعوبات السفر إلى تونس صيفا
وقد بادرت الجمعية الوطنية للتونسيين بالخارج وهي جمعية تنموية تأسست في ديسمبر 2021 إلى إطلاق استشارة إلكترونية في شكل استبيان لاستطلاع آراء التونسيين بالخارج بشأن مصاعب النقل من وإلى أرض الوطن. وقد أظهرت النتائج الأولية للاستبيان الذي شمل أكثر من 1200 تونسيا من أبناء الجالية حول العالم الى حد يوم 29 أوت الماضي، أنّ 93% من المشاركين من أبناء الجالية يشتكون من الغلاء المشط لأسعار التذاكر، في حين عبر 62% من المستجوبين عن امتعاضهم من كثرة التأخير. واعتبر47% منهم أن جودة الخدمات دون المأمول، فيما رأى 49% أن الأسطول لا يفي بتأمين نقل المسافرين من الجالية في أفضل الظروف، فيما ترواحت نسب الشكاوى من الإكتظاظ في مطار قرطاج وميناء حلق الوادي، وضياع الأمتعة أو تأخرها أو سرقتها، أو غياب الناقلة الوطنية عن رحلات الخطوط البعيدة والمتوسطة بين32 % و49%.
مبادرة استباقية
وتكمن قيمة هذه المبادرة في بعدها الاستباقي؛ إذْ إنّ من غايات هذه المبادرة العمل على تأمين عودة آمنة وميسرة لأبناء الجالية في الصائفة القادمة 2024، وذلك من خلال رصد المشاكل والإخلالات بالاستماع إلى أبناء الجالية وكذلك اقتراح الحلول الواقعية والممكنة لحلحلة صعوبات النقل من وإلى تونس وتخطيها.
حلول واقتراحات
وتمحورت اقتراحات الجالية بالخصوص في ضرورة مضاعفة أسطول الخطوط الجوية التونسية والشركة التونسية للملاحة ظرفيا في موسم العودة الصيفية عبر الكراء الذي يستوجب الشروع في إجراءاته قبل سنة، وكذلك زيادة الخطوط وتعديل برمجة الرحلات بتوزيعها على مختلف المطارات والموانئ حسب مكان الإقامة بالخارج نحو مكان الإقامة بتونس (مسقط الرأس) لما له من مزايا عديدة أهمها تخفيف الضغط والإكتظاظ على ميناء حلق الوادي ومطار قرطاج الذي وصل إلى طاقته القصوى، وتقريب المسافات للمواطن بالخارج مع مسقط رأسه وتجنيبه الإرهاق ومخاطر الطريق البري خاصة في ظل غياب ربط المطارات والموانئ بشبكة المترو والقطار والنقل العمومي إضافة إلى سوء تنظيم خدمات التاكسي وشح وغلاء أسعار كراء السيارات.
كما يقترح المواطنون التونسيون المقيمون بالخارج من خلال هذه الاستشارة إعادة توزيع الرحلات من خلال تنشيط مختلف المطارات والموانئ “النائمة” والتي تم غلقها أو لم تصل إلى طاقة استيعابها على غرار مطارات صفاقس وطبرقة وتوزر وڨفصة وڨابس والنفيضة وموانئ صفاقس وبنزرت وسوسة وڨابس وجرجيس. وهو ما سيساعد على تحريك الدورة الاقتصادية بالمناطق الداخلية.
جاليتنا بالخارج مشارك فعال في جهود التنمية الوطنية.
ويؤكد العديد من التونسيين المقيمين بالخارج أن مصاعبهم مع النقل الجوي والبحري تحد من زيارتهم إلى تونس ومن مزيد دعمهم للدورة الإقتصادية بها خاصة بالمناطق الداخلية وبصفة عامة من يقلل من فرص مشاركة جاليتنا بالخارج في مجهود التنمية الوطنية.
تدابير استباقية مرجوة
ولا شكّ أنّ وزارة النقل مدعوّة للتفاعل إيجابيا مع تحركات الجمعية الوطنية للتونسيين بالخارج ومن يساندها من المجتمع المدني بالخارج والداخل، وإلى أخذ التدابير اللازمة لتدارك استمرار الوضع الرديء بصفة استباقية في الموسم المقبل.
التونسي بالخارج جزء من الشعب الذي يريد
وأخيرا، إنّ أصوات التونسيين بالخارج مهمّة لا لكونهم المصدر الرئيس للعملة الصعبة في البلاد (2022 – 8.7 مليار دينار تحويلات التونسية بالخارج لأسرهم بالإضافة إلى ما يصرفونه في خلال إقامتهم) وإنّما لأنّهم جزء من (الشعب الذي يريد) لذا لا بدّ أن يأخذوا نصيبهم من الاهتمام والأولوية نظرا لقصر فترة بقائهم في أرض الوطن مقارنة بكثرة مشاغلهم. وعليه فإنّ الدولة الآن مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى الاستجابة لنداءاتهم واقتراحاتهم.
سليم مصطفى بودبوس