
الحمامة المطوقة والعرب….الصادق شعبان
قصة الحمامة المطوقة هي من كتاب “كليلة ودمنة”. تروي القصة كيف وقع سرب من الحمام في شباك صياد فحاولت كل حمامة النجاة وحدها فلم تفلح اية حمامة . و كانت بينهم حمامة مطوقة هي قائدة السرب . فطلبت من كل الحمام التوقف عن العمل بانفراد و دعت كل الحمام إلى الرفرفة بالاجنحة بقوة و في وقت واحد. هب الحمام هبة واحدة و رفع الشبكة و طار إلى مكان آمن. و هكذا نجى الحمام كله …
العرب هم اليوم كالحمام الذي وقع في الشرك . كل واحد يعتقد ان ما يجري لا يعنيه و انه سينجح بمفرده . لكن لا يعرف هؤلاء انهم هكذا سيؤكلون الواحد تلو الآخر و لن ينجو احد …
يا ليت القادة العرب يفقهون الدرس …
فرادى هم لا شيء …موحدين هم قوة كبيرة …
من يتغطى اليوم بفراش الآخر غربا او شرقا هو عريان …
مشروع إسرائيل الكبرى آت … و أمريكا ترى فيه مصلحتها … و أوربا تأكل و تقيس … و روسيا ليس مشكلها و لن يكون مشكل الصين و لا اية قوة خارجية اخرى …
انها مشكلة العرب وحدهم ، و حلها لن يكون بغيرهم …
لإسرائيل و من معها قدرات خططوا لها منذ مدة طويلة و نسقوا و تعاونوا في إطار تبادل المصالح …
لكن العرب بقوا منقسمين متخاصمين دون وعي كاف بالمخاطر و دون توحد و تخطيط … لهم قدرات كبيرة لكن مستغلة من الخارج مشتتة غير موجهة …
أردد و أقول ألا خلاص للعرب دون الاتحاد …
لكن ليس الاتحاد القديم …
عصر الاتحاد القائم عل التضامن انتهي … عصر الاتحاد القائم على الضوضاء انتهى … الان عصر الاتحاد القائم على المصلحة و على التخطيط و على بناء القدرات البشرية و المؤسساتية …
نحتاج الى إتحاد عربي جديد … به و به فقط نرفع الشباك التي تحاك لنا في كل مكان …
أ.د الصادق شعبان