الزميل بإذاعة صفاقس محمد المزغني يُحال إلى شرف المهنة

الزميل بإذاعة صفاقس محمد المزغني يُحال إلى شرف المهنة

31 أوت، 18:30

سلّم الزميل محمّد المزغني مؤخرا مفاتيح مكتبه بإذاعة صفاقس هادئ البال، مرتاح الضّمير بعد مسيرة مهنية تواصلت 36 عاما كاملة، بدأها يوم 9 نوفمبر 1987 بالمصالح المركزية بشارع الحريّة.لم يدخل المؤسسة من باب خلفيّ، بل كان من بين الخمسة الناجحين في مناظرة خارجية نظمتها مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية قبل عام وتقدّم لها المئات، وها هو ضمن فريق العمل الإداري والمالي المختصّ في شؤون الموظفين.تدرّج سي محمد في مسيرته من كاتب تصرّف إلى ملحق إدارة فمتصرف فمتصرف مستشار.

ولمّا سلّم مفاتيح مكتبه في موفى جويلية الماضي كان قد بلغ درجة متصرّف رئيس، مكلّف بمصلحة الشؤون الإدارية والمالية.

هذا التدرّج لم يأت صدفة أو منّة بل بفضل كثير من العمل وكثير من الانضباط والمثابرة وكثير من الصّبر على العقبات، ناهيك أن الرجل تابع بتفوق لمدة سنتين كاملتين دروسا عن بعد بالمدرسة الوطنية للإدارة مشفوعة بأربعة أشهر حضورية في إطار خطة للتكوين المستمر رسمتها الوزارة الأولى أواخر التسعينيات. عمل الزميل محمد المزغني لأشهر معدودات بمصلحة الموظفين بالإدارة المركزية بشارع الحريّة، ويذكر بشوق زملاءه فريد الحميدي والهادي الغالي والمرحوم أحمد التونسي ورؤساءه في العمل آنذاك حسين فتح الله ورفيقة العروسي وصولا إلى محمد شقرون والهادي المذبوح رحم الله من رحل منهم إلى دار خير من دارنا، ولمّا حلّ بصفاقس في فيفري 1988، التحق بالمصلحة الإدارية والمالية التي كان على رأسها واحد من مؤسسي قيدومة الإذاعات الجهوية، سي المنجي الشعري رحمه الله.

الطريف في مسيرة الزميل محمّد المزغني هو القوس الجميل والطّويل الذي قضّاه في المصالح التقنية، وقد عرفته تقنيا عندما التحقت بإذاعة صفاقس أواخر الثمانينات، ففي تلك الفترة ، سافر عدد مهمّ من الزملاء التقنيين إلى إيطاليا استعداد لإطلاق وحدة الإنتاج التلفزي بصفاقس بمساعدة سخية من مؤسسة الإذاعة والتلفزة الإيطالية RAI، فكان أن استماله المهندس الصّادق السّماوي، ربي يطوّل في عمرو، ليترك دفاتر الحسابات وملفات الموظفين إلى الكونسليت والمصادح، ففعلها لمدة عشر سنوات تقريبا ( 1990 / 1999)، وها هو يدعى مرة أخرى ليمدّ يد العون، بمناسبة ألعاب البحر المتوسط تونس 2001، فأمّن باقتدار، فضلا عن مهامّه الإدارية ودون مقابل، جانبا من العمل التقني في المباشر وفي القاعة الفنية، حيث تصبح هذه القاعة العقل التقني والعصب الحسّاس للإذاعة في مثل هذه المناسبات الكبرى.طبعا، ضمن الأسرة التقنية لا يمكن لسي محمد المزغني ألا يعترف بالفضل لمن جعلوه واحدا منهم فيذكر بالخير سي أحمد عبيد الله يرحمو، والسادة الصادق السماوي ومحمود المصمودي والطيب كمون وأحمد شاكر وعبد العزيز دربال والحبيب بن حميدة أبقاهم الله، فضلا عن بقية الزملاء والزميلات من ذوي الفكر المهندس والأنامل السّاحرة.

ولأن خصال العطاء والانضباط ونظافة اليد رصيد يتشكّل عبر السّنوات، كان من الطبيعي أن ينال سي محمد المزغني ثقة زملائه وهم ينتخبونه بعد الثورة على رأس النقابة الأساسية لإذاعة صفاقس من 2013 إلى 2016، في مهمّة حسّاسة جدّا، هو المعروف برهافة الحسّ وفائض من الجدّية..

ومن المفارقات الجميلة أني قابلته في جلسة تفاوض نظمت بمقر ولاية صفاقس حول مطالب مهنية ومعها إنذار بالإضراب، عندما استدعتني إدارة الإذاعة التونسية في تلك الفترة إلى أن أكون ضمن وفدها المفاوض. وإضافة إلى الإداريّ والتقنيّ والنقابيّ، يحلو لي أن أقدم لكم سي محمّد المزغني بصفته أمين مال فرع صفاقس لجمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية، ففي مارس 2023، عندما كان على أبواب التقاعد، ارتأى الزملاء، في جلسة تأسيس الفرع، أن يكون همزة وصل بين المباشرين والمتقاعدين من أبناء وبنات إذاعة صفاقس ووحدة الإنتاج التلفزي فقبل، وها هو اليوم يواصل العطاء من موقع آخر.ككثيرين قلّما يتكلّم سي محمّد المزغني عن نفسه، وككثيرين من واجبنا أن نقول فيهم كلمة توفيّهم شيئا من حقّهم.شكرا سي محمّد.بالصّحة وطول العمر، ودوام النّشاط.

زهير بن حمد

مواضيع ذات صلة