الشاعر المنصف المزغني يكتب : منصف المرزوقي الفرنتوسي
1- انت منقلب على بلادك ، وعلى نفسك ، وانا عارضتك ، و اعارضك ،يا منصف المرزوقي عندما كنت رئيسا ، كتبت فيك قصيدة ( رئيس لا يصلح الهجاء/ نشرتها جريدة ( المغرب. التونسية ) . ها انت انت ، كما انت ، عاجز عن ان تتغيّر مع طقس سياسي آخر ، لست فيه غير شبح من الماضي القريب ، وليس لك فيه دور ،وحتى الحزب الذي فتحته لاسباب الانتخاب والحراك ، اغلقته ، بعد ان تحول الى دجاجة عليها فقط ان تبيعك في القصر الرئاسي، ولست مشاركا ، أو منافساً ، أو مقموعا أو ممنوعا من دخول بلادك تونس ، فهناك أقلية تحبّك ، وتموت على نظراتك ، و لست في المنفى السياسي ، بالعكس ، تتحدث من باريس كالشريد الرئاسي في قناة فرنسية ( France24 ) عن استقلالية القرار الوطني التونسي ، وفي الوقت ذاته ، وهذا الهو الغريب المريب ،تدعو فرنسا الى ابراز مخالبها الحمائية لتحمي تونس ، عبر تلميحك الصريح لها بالتدخل في تونس و ( عدم دعم هذا المستبد ) ومن هو ( المستبدّ ) الذي لم تذكره ؟ ،
2- أتفهّم أن اسم العدوّ حنظل في الحلق ، واسم الحبيب على اللسان عسليّ عند النطق ، واسم البغيض حنظل وترياق ، نحن نمتنع عن تسمية المكروه من الاسماء ، كما نمتنع عن ذكر اسم المحبوب خوفا عليه من الاذن الواشية ، والعين الحاسدة … لكن لا تقلق ، لقد وصلت الرسالة كما يقال و قرا الجميع اسم الرئيس التونسي ، نويت طمس الاسم ، وكنت منتبها الى خطورة النسيان و زلات اللسان ، فلم تنطق باسم الرئيس التونسي قيس سعيّد !
3- يا للرشاقة الاخلاقية ، ويا للجمباز السياسي في السقوط الحرّ ! ويا للرجولة والزمالة والوطنية : لم تجرؤ ، طوال الحوار ،على تسمية الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيّد ،
4- كان حوارك ، في كل الاحوال ، فرصة للشعب كي يراك ، ويطمئن على صحتك ، بعد غياب، رغم انك طبيب ، وفي المخيال الشعبي ، الطبيب لا يمرض ، واذا رأى الشعب طبيبا مريضا ، فانه يخاف من الموت أكثر . ،
5- مجرّد رؤيتك في التلفزيون ، يا حضرة الرئيس المنتهي ، هو خبر بالصوت والصورة ، لقد دلّنا ظهورك على أنك في خير ونعمة ، وانت على هذا غير محسود ، وكما يقول المصريون ، ( نوّرت باريس ) رغم انها عاصمة الانوار ، ولكنك في صحة عقلية ، وفي نعمة طرية ، ولكن في حالة ( عصاب رئاسي ) ،،، والنعمة وفرها لك راتبك التقاعدي من خلال القانون التونسي الذي أمره نواب الشعب التونسي بان يكرم الرئيس السابق بعد نهاية خدمته في القصر الرئاسي ، بدعوى تفادي كلام الناس ( من قبيل : الشعب التونسي ترك رئيسه يتسول ) و تكاد يا المرزوقي تقول للرئيس الفرنسي ( تدخّل يا ولد Macron ، ارجوك ، تدخل في تونس ،ولك الشكر، ولا تنس باني كنت نظيرك التونسي سابقا )
6 يا منصف المرزوقي ، يا من كنت رئيسي غصبا عني ، لديّ واجب شعري ووطني يقتضي تذكيرك بحجمك ، كرئيس سابق مؤقت ،وتذكيرك بانك ترشحت ، فتشرشحت ،وطحت ، وفاز عليك الشيخ الرئيس الباجي قايد السبسي في انتخابات لم تكن فيها كفؤا له ، ولا حتى شبه منافس كما قالت ذلك أرقام الصندوق الانتخابي ،، نعم ،،، فلا مقارنة بين الثرى و الثريّا ؛ ٠
واذكّرك ، ان كنت ( ناسي ) او ( نواسي ) أذكرك ، وما بالعهد من قدم : الشعب التونسي لم ينتخبك، ولكن ( تناخبتك ) حركة النهضة وصويحباتها من التشليكات السياسية ، واقترحتك ، حلاّ للرئاسة في تونس، بعد ان جردوا الرئيس من صلاحيات أساسية ، فلن تستطيع ان تكون ، يا دكتور منصف دكتاتورا ، وهذا عائد الى سبب بسيط هو ، والحق يقال : انك شخص لا تخلو من بعض اللطافة والطرافة ،،، احيانا طبعا ، وليس دائما فاشكر اذن ،، على الاقل ، هذا الشعب التونسي الجميل الصبور ، المسامح الكريم الذي لم يتظاهر في الشارع مطالبًا بتجريدك من : منحة تقاعد مهولة المبلغ للرئيس يأخذها من المال العمومي ، ووفق القانون ،فلا ارى لها ضرورة لأي رئيس تونسي سابق ) و لارحم الله الذباب الذي طنّ في مجلس النواب المصفق والمصادق على منحك منْحة لم تشبه الا محْنة ٥- ملعون ، اذن ، كل قرد شرّع لك منحة الموزة في غابة البرلمان ، وها انت ترقص رقصة الديك الذبيح في التلفزيون ،
7- كنت يا المنصف المرزوقي من الناحية العملية والمصرفية أغلى رئيس ، واخترت ان تكون رخص مواطن حين ( سكتّ ألفًا ونطقتَ خُلْفًا ) كما قالت العرب عن الحمقى اذا تحدْثوا ، لا أشك لحظة انك كنت مدفوعا دفعا نقديا من France 24 القناة الفرنسية الرسمية ، وكنت ، كعهدي بك ، في دوامة حسبة غير محسوبة لرئيس سابق ، وتعيس لاحق ، ولا لوم عليك ، فانت صفر في الحساب ، وصفر في الوطنية ، ولم ألحظ فيك امتيازا الا ( سقوطك الحرّ ) تحت سامي اشرافك ، بعد ان دعوت فرنسا للتدخل في تونس! ، يا للعار ، ويا للغتك التي انتقيتها من قاموس العبيد ، و ريق الرقيق
8- إن ما نلته من امتيازات كانت بغير وجه استحقاق ، وتمّ لك ذلك بعد ان قضى بها اهل التشريع الشعبي الثوري في تونس ،،،، و بعد ان ذهب في ذهن البعض من هؤلاء الحقوقيين ، ان الثورة انصفت الشعب ، ولم الا إنصاف الرئيس ، حتى لا نهضم حقه، ولا نزجّ به في متاهة ضيق عيش وإملاق بعد سعة وانطلاق هكذا صادقوا : على مرتبك العالي اثناء الخدمة ،وعلى نفقتك كرئيس طلّقه الشعب من الرئاسة، وفطامك عن مباهج الرئاسة ،وموائد الكياسة ، حتى صرت تدري في القصر ، بثمار البر ، وغلال البحر ،، وبالعنود بعد العصر .
– لقد ذهب في ظنّ المشرّع من خلال هذا الامتياز التقاعدي الرئاسي المخجل ان يحفظ الرئيس السابق من مدّ يد متسولة مستصدقة ، ولكن ،،، لا ينفع العطار في ما افسده النفط ! وما بالطبع لا يتغير ،و ها انت تلحّ ، وتصرّ ، على ان تكون ( فرنتوسيا ) بارادة منك وسابق إصرار ، إنك رئيس متقاعد عجيب ، ولا تخلو من الطرافة لدى غير التونسيين ، فانت تتكلم باللهجة التونسية ، عن المصلحة الفرنسية ، ( انت تعرف ان كثيرا من الادباء الجزائريين الذين كانوا يشتمون فرنسا الاستعمارية بلسان فرنسي بليغ مبين متين ، وهذا موضوع آخر ) ، وبعد ، حقيقتك التونسية خالطها الهمّ الحقوقي المزيف ، وانت لا تحترم حق شعب انتخب الرئيس الذي لم يعجبك ، ومع ذلك ، فإن بلادك ( هكذا افترض ان تونس هي بلادك) خدمتها في إسوإ الظروف ، وكنت أسوأ رئيس ، ومع كل هذا ، كنا مجبرين على ان نعترف بك ، وكنّا كمن يتجرّع رئاستك التعيسة ( ربّما نعتها بالتعيسة هو نعت ضعيف ، ) ،
9 – وأما بعد ، فقد كنت خالصا في أجرك السابق من تونس دون ان تكون مخلصًا لتونس ، وليس صعبا ان ندرك : أن الكلام الذي بحت به للقناة المذكورة ، كان كلاما واعيا منك ، وكان هو الكلام المنسجم مع خط تحرير القناة التي رشفتك في الضوء ، في منبر الشاشة ، وبدات تحكي مرتاحا جداااااا وكانك تنقر حبّات زيتون جاء بها طائر من نوع الزرزور بعد ان حطّ على زيتونة القصر الرئاسي ،،،،
10- ، ولعلك تعرف قصيدة وداعيًة اندلسية حزينة في رثاء الاندلس ، قالها أبو البقاء الرندييمكنك قراءة نصها ، ان وجدت وقتا ، في محرك البحث ، ( غوغل ) وانت لا تجهل هذا الشيخ البحار في عالم النت ، ولن اثقل عليك أكثر ، وأكتفي في الختام بذكر مطلع القصيدة الرهيب المهيب ، وقد جاء فيه ما يلي : لكل شيء اذا ما تمّ نقصانُ فلا يُغرَّ بطيب العيش انسان ُهي الامور كما شاهدتها دوَلٌمن سرّهُ زمنٌ ، ساءتْه أزمان ُ . ١١- ختاما ، كان يا ما كان ، كان زمان . وانتهىمضمض، ان وجدت ماء أو مصمص ، أسنانك فقط .
تحريرا بتونس في 14 اكتوبر 2021 بقلم : منصف المزغنّي .