الصورة التي أرعبت راشد الغنوشي…فتحي الجموسي

الصورة التي أرعبت راشد الغنوشي…فتحي الجموسي

4 جوان، 22:01

لم تكن اللائحة المعروضة على البرلمان ولا جلسة مساءلته ولا حتى المداخلات النارية أو الكلام الجارح الذي تلقاه من معارضيه هو سبب الرعب الذي إنتاب راشد الغنوشي وأقض مضجعه.
لا شيء من كل هذا فاللائحة سقطت و المساءلة لم تثمر شيئا والكلام الجارح سمعه مرات ومرات وهو متعود عليه وعلى أقسى وأشد منه.
الأمر الوحيد الذي أدخل الرعب في قلب راشد الغنوشي وجعله يهرول نحو وسائل الإعلام للإعتذار وطلب الصفح معلنا حرفيا: “سأراجع نفسي للوقوف على موطن الخلل” هو بكل بساطة هته الصورة الفوتوغرافية المأخوذة داخل قبة البرلمان والتعليق أو العنوان الذي وضعه عليها ناشرها رئيس كتلة الإصلاح الوطني السيد حسونة الناصفي.
الصورة تجمع المساندين لللائحة وهم في حالة تناغم ووئام تام وهؤلاء يمثلون اعضاء كتلة الإصلاح الوطني (المشكلة من نواب مشروع تونس ونداء تونس وغيرهم) والدستوري الحر وحركة الشعب وتحيا تونس والبعض من قلب تونس.
أما التعليق أو عنونة الصورة فهي رسالة مشفرة ارسلها حسونة الناصفي للجميع: ” فرقتنا الأحزاب وجمعنا الوطن وللحديث بقية.”
العنوان كان رسالة واضحة عن الشروع في إعادة تشكل الخارطة السياسية على أسس جديدة أساس التفريق فيها هو المسألة الوطنية بين من باع بلاده ومن يذود عن حرمتها وسيادتها واستقلالها، العنوان بمثابة تبشير بقرب ميلاد قطب سياسي جديد تتوحد داخله كل القوى الوطنية بقطع النظر عن المصالح الحزبية الضيقة.
هته الصورة والرسالة المصاحبة لها زعزعت عرش الغنوشي وحزبه الذي لم يكن ليسيطر على مفاصل الدولة بدون سياسة “فرق تسد” وسياسة بث التفرقة بين أفراد العائلة السياسية الواحدة فلو إتحدوا لإنهار عرشه من ألفه إلى يائه فوق رأسه فهو يعرف جيدا أن حركته ليست بالقوة التي يحاول التسويق لها وإيهام الناس بها وبكونها تعاني الضعف والهشاشة من داخلها وخارجها بعد أنهكتها سنوات من الفشل في ادارة شؤون الدولة ومن الصراعات داخلها بين كوادرها.
وكما دون صاحب الصورة: للحديث بقية….

مواضيع ذات صلة