الطبيب إنسان أو لا يكون ..عبد الكريم قطاطة

الانسانية داخل كلّ فرد منّا هي احدى انبل القيم…. وهنيئا لمن حافظ على انسانيته اينما كان ..لكن وفي تقديري اذا انتفت هذه الصفة في الطبيب خاصّة على مهنة الطبّ السلام ..هذا ما حرصت على تبليغه اليوم وانا ضيف على كلّية الطبيب في ندوة علمية حول التبرّع بالاعضاء … الدعوة التي وُجّهت كانت من منطلقين اوّلهما دور الاعلام في التحسيس لمواضيع هادفة ونبيلة وعلى راسها للتبرع بالاعضاء وثانيهما تكريمي على التجربة الشخصية الاعلامية التي عشتها سنة 1990 في برنامجي _اصدقاء الليل _ باذاعة صفاقس وضمن ركن اسميته انذاك _ معا من اجلنا معا _ تلك البادرة هدفتُ من ورائها حثّ المستمع على اعتناق فكرة التبرع بالاعضاء بعد الممات من اجل انقاذ اناس كم هم في حاجة الى تلك الاعضاء ..

وتفاعل المستمعون عمليّا لا عاطفيا حيث هرع العديد منهم وحسب ما طلبت منهم بارسال التزامات شخصية ومعرّفة بالامضاء يقرّون فيها باستعدادهم دون قيد او شرط بالتبرع بما يراه الاطباء صالحا من اعضائهم بعد الوفاة طبعا ,,,وكنت طبعا اوّل الملتزمين ..في تلك السنة 1990 كان هنالك مستمع لم يتجاوز عمره 15 سنة ..تاثّر بالفكرة ورغم كفاءته كتلميذ في المواد الادبية قرّر ان يوجه شراع دراسته الى شعبة علمية تمكنه عند التوجيه الجامعي من دراسة في كلية الطب ..ولم يكتف بذلك بل حرص في اختياره عند التخصص على اختصاص في زرع الكلى ..ونجح ايما نجاح بل وبتميّز ..وهو الان رئيس قسم امراض الكلى بمستشفى جامعي واحد امهر الاطباء في زراعة الكلى .. تقديري وافتخاري بك دكتور نوري الرباعي … و شكرا لجمعية زراعة الاعضاء على الدعوة وعلى التكريم وكلّ النجاح والتوفيق للطلبة الذين حضروا الندوة .. وكما ذكرت لهم ..مهنة الطبيب تتطلّب عشقا وانسانا في داخلهم لا يذبل .. نعم انسان لا يذبل ……