الطرقات السيارة… بين الأشغال والازدحام: أين مصلحة المواطن؟…اشرف المذيوب

الطرقات السيارة… بين الأشغال والازدحام: أين مصلحة المواطن؟…اشرف المذيوب

8 سبتمبر، 21:15

شهر سبتمبر في تونس ليس مجرد شهر عادي، بل هو موعد موسمي يعرفه الجميع: عودة جامعية ومدرسية تعني عشرات الآلاف من الطلبة والعائلات المتنقلة من مختلف الولايات نحو العاصمة والمدن الكبرى. الطرقات، وخاصة الأوتوروت الرابط بين صفاقس – سوسة – تونس، تشهد حركة مرورية استثنائية، تبلغ ذروتها مع بداية السنة الجامعية.
لكن الغريب أن هذا الشهر بالذات صار مسرحًا لأشغال كبرى على مستوى الطريق السيارة، مما تسبب في طوابير طويلة واختناق مروري خانق، خاصة في محيط النفيضة. المواطنون، طلبة وأولياء ومسافرون، يجدون أنفسهم عالقين لساعات وسط زحام خانق، بلا حلول واضحة تخفف عنهم المشقة.
السؤال المشروع هنا: ألم تكن وزارة التجهيز وشركة الطرقات السيارة على علم بطبيعة هذه الفترة؟ أليس من المنطقي أن تُبرمج هذه الأشغال في الصيف، حين تكون الحركة أقل بكثير؟ أو على الأقل أن يتم اعتماد صيغة مرنة مثل الأشغال الليلية أو توفير مسالك بديلة لتخفيف الضغط؟
ما يحدث اليوم يفتح النقاش حول مسألة أعمق: إدارة الزمن العمومي والتخطيط المسبق. فالأشغال ضرورية ولا غنى عنها لصيانة البنية التحتية، لكن طريقة إنجازها هي التي تحدد إن كانت خدمة للمواطن أو عبئًا عليه. عندما يتحول المشروع إلى مصدر عذاب يومي للمستعملين، فإن الرسالة تصل معكوسة: وكأن مصلحة المواطن لم تعد أولوية.
في النهاية، ما يطالب به الناس ليس الكثير: قليل من الحكمة في التخطيط، وبعد نظر يراعي مواعيد حساسة مثل العودة الجامعية، حتى لا يتحول طريق الحياة اليومية إلى متاهة من الطوابير والتوتر. فالمواطن، في نهاية المطاف، هو المستفيد الأول من البنية التحتية… لكنه أيضًا أوّل من يدفع ثمن سوء إدارتها.

مواضيع ذات صلة