الفساد الرياضي: من المخفي إلى المعلن… أسامة بن رقيقة

الفساد الرياضي: من المخفي إلى المعلن… أسامة بن رقيقة

11 افريل، 14:00

يبدو أن كرة القدم التونسية سائرة بثبات نحو فضيحة رياضية ستأتي على الأخضر واليابس، وسيهتز لها العالم، مثلما حدث مع الكالتشيو بولي التي وقعت في إيطاليا سنة 2006. الأحداث تبدو متسارعة ومتشابهة، ففي أقل من أسبوع تحدثت الأوساط الرياضية في تونس عن فضيحتين رياضيتين وقع التلاعب بنتائجها. البداية كانت مع مباراة المحمدية ورادس التي شهدت حصيلة من الأهداف لم تسجلها حتى العاب الفيديو، أربعة عشر هدفا بالتمام والكمال تناوب على تسجيلها بالتساوي لا عبي الفريقين. هذه النتيجة اسالت الكثير من الحبر وتناولتها وسائل الإعلام الوطنية و العالمية بإطناب، واتفقت جميعها على وجود شبهة تلاعب بنتيجة المباراة وعلاقتها بالرهانات الرياضية. لتطفوا نهاية الأسبوع الماضي على السطح قضية جديدة، تتعلق بمباراة الشبيبة القيروانية و الاتحاد الرياضي ببن قردان التي انتهت بفوز الفريق المضيف بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد، نتيجة تبدو عادية لولا تصريح رئيس لجنة كرة القدم لفريق الاغالبة الذي أكد وجود تلاعب بنتيجة المباراة، الأمر  الذي أكدته إحدى شركات الرهان الرهاني الذي علقت الرهان على المبارة بعد بلوغها معلومة عن النتيجة الحاصلة فوق الميدان قبل بداية المبارة.الجامعة التونسية لكرة القدم لم تبقى مكتوفة الأيدي وسارعت بتعليق نتيجة مبارة المحمدية ورادس ودعوة النيابة العمومية للتدخل وفتح تحقيق في أحداث مباراة الشبيبة وبن قردان.  هاته الأحداث  ليست الاولي  التي يقع فيها الحديث عن وجود تلاعب بالنتائج الرياضية، فقد سبق لرئيس النادي الإفريقي الاسبق سليم الرياحي( سنة 2013) على نشر تسجيل صوتي للاعب الشبيبة القيروانية محمود الدريدي ولاعب النادي البنزرتي مروان الطرودي فحواها التلاعب بنتيجة المباراة، وبالرغم من مرور ثمانية أعوام على الحادثة الا ان القضية قُبرت وأصبحت من الماضي. وعديد القضايا المخفية الأخرى التي لم  تخرج على السطح، خاصة في الأقسام السفلي البعيدة عن الأضواء الإعلامية، أين يكثر البيع والشراء والتلاعب بالنتائج والفريق المضيف يفوز دائما وتهديد وترهيب الحكام والفرق الزائرة. هذا غيض من فيض عما يحدث داخل رياضتنا، فما خفي أعظم بكثير، الشيئ الذي يجعل المتابع للشأن الرياضي في تونس خلال العشرية الأخيرة، له يقين قاطع على فشل الوصول إلى نتيجة تذكر، وستبقى الأبحاث (ان حدثت فعلا) يلفها الغبار والنسيان داخل أروقة الهياكل الرياضية. فالفساد استشري في كل الميادين ولم يعد بمقدور الدولة السيطرة عليه. 

مواضيع ذات صلة