الكوادر الطبية الأجنبية.. جبهة بيضاء تقاتل تحت النار من أجل جرحى غزة…أشرف المذيوب
في قلب الجحيم، حيث تتساقط القذائف وتتعالى صرخات الأطفال، يقف أطباء وممرضون من مختلف الجنسيات، لا يحملون سلاحًا ولا درعًا، بل يحملون قلبًا ينبض بالرحمة وضميرًا إنسانيًا لا يعرف الحدود.
هؤلاء هم الكوادر الطبية الأجنبية، الذين تركوا أوطانهم وأسرهم ليقفوا في صفوف المقاومة الإنسانية، يقاتلون الموت كل لحظة وهم يرممون أجساد الجرحى في غزة بأيديهم المرتجفة من التعب، لكن الثابتة بالإصرار.
في المستشفيات المدمّرة، حيث يختلط الدم بالغبار، يعملون دون نوم أو طعام، يضمدون الجراح وسط أصوات الانفجارات، ويهمسون بكلمات طمأنينة لضحايا لا يفهمون لغتهم، لكنهم يشعرون بلغة الإنسانية التي لا تحتاج إلى ترجمة.
بين كل عملية جراحية وأخرى، ينهار البعض من الإرهاق، لكنهم ينهضون من جديد، كأنهم يوقنون أن كل نبضة ينقذونها هي صرخة حياة في وجه الصمت العالمي.
إنهم أبطال بلا رايات، وجنود بلا رتب، يثبتون للعالم أن الإنسانية لا وطن لها، وأن من يقف إلى جانب غزة اليوم هو من يقف إلى جانب جوهر الإنسان ذاته.





