المدارس النموذجية فكرة ابتدعتها الدول المستفيدة من العولمة…فتحي الجموسي
هي فكرة فاسدة تقوم على اساس وجود نخبة صغيرة من التلاميذ “العباقرة” مقابل كم كبير من ” التلاميذ الرعاع” ذوي الامكانيات الذهنية المحدودة ولهذا فقد تسبب هذا التمييز الظالم والخاطئ في قمع عديد الكفاءات والمهارات والعباقرة الحقيقيين من ابنائنا التلاميذ ممن لم يسعفهم الحظ يوم الامتحان بسبب درس لم يتلقوه في المدرسة وتلقاه غيرهم في حصص الدروس الخصوصية او بسبب ظرف اجتماعي طارئ أو مجرد الشعور بالخوف من المناظرة.
المدارس النموذجية هي أولا واخيرا اداة لتدمير اجيال من الاطفال و الشبان فهي تدمر كل من لم ينجح في دخولها فتزرع فيه “عقدة النقص” complexe d’infériorité عن طريق اقناعه بكونه متواضع ومحدود الامكانيات و المواهب وهي ايضا تدمر من ينجح في الدخول اليها لانها تزرع فيه “عقدة التفوق” complexe de supériorité وتفرض عليه لكي يبقى داخلها نسقا دراسيا جهنميا مؤلما يجبره على التخلي عن اللعب و التمتع بصغره وصقل مواهبه الفنية أو الرياضية حتى لا يعاقب ويلحق بعداد الرعاع.