المدير العام للحماية المدنية في زيارة ليلية إلى صفاقس

المدير العام للحماية المدنية في زيارة ليلية إلى صفاقس

26 مارس، 05:09

في ليلة شتوية يغسلها المطر، حيث امتزجت برودة الطقس بحرارة العزيمة، حطّ السيد المدير العام للديوان الوطني للحماية المدنية، آمر اللواء عبد الصمد بن جدو، رحاله في صفاقس، في زيارة حملت في طياتها أكثر من مجرد متابعة روتينية، بل كانت شهادة تقدير لرجال وهبوا أنفسهم لحماية الأرواح والممتلكات، ورسالة دعم لمواصلة المسيرة نحو التميز والريادة.

كان المشهد مهيبًا، أضواء المركبات تعكس بريقها على الأرض المبللة، بينما تصطف الفرق في استقبال قائدها بروح الانضباط والفخر. وبينما كان الهواء معبقًا برائحة المطر، علت في الأفق نظرات التقدير والتحدي، وكأن الجميع يعلن بصمت أن المسيرة لم ولن تتوقف.

لم تكن هذه الزيارة مجرد تفقد للوسائل والتجهيزات، بل كانت لقاءً صادقًا مع الأبطال الذين جعلوا من الحماية المدنية في صفاقس نموذجًا يحتذى به. تحدث المدير العام مع الإطارات والأعوان، مثنيًا على جهودهم، داعيًا إياهم إلى مواصلة البذل والعطاء، ومؤكدًا على دعم الديوان الوطني للحماية المدنية لتعزيز الإمكانيات المادية والبشرية، حتى تظل صفاقس رائدة في مجال النجدة والإنقاذ و الخدمات الوقائية .

لكن ما ميّز هذه الزيارة، هو الاعتراف بالدور الريادي الذي لعبه المدير الجهوي للحماية المدنية بصفاقس، العميد زياد السديري، في تحقيق قفزة نوعية داخل الإدارة، عبر إنجازات غير مسبوقة، كان لها الأثر العميق في تحسين ظروف العمل والارتقاء بمستوى الخدمات. غير أن هذه المشاريع لم تكن لتتحقق لولا الجهود الجبارة التي بذلها ضباط وأعوان الحماية المدنية، الذين لم يدّخروا جهدًا في دعم هذه الرؤية وترجمتها إلى واقع ملموس. فلولا تفانيهم، لما تمكنت الإدارة الجهوية من النهوض بكافة المستويات، ولما أصبح اليوم هناك بصمة واضحة تُسجَّل بأحرف من فخر في مسيرة التطوير.

وقد أثمرت هذه الجهود إنجازات استثنائية، من بينها:

🔹 مكتب العلاقة مع المواطن: مشروع سبّاق يعكس التوجه العصري للإدارة، حيث تم تجهيز فضاء استقبال مباشر يتيح للمواطنين تقديم طلباتهم، والاستفادة من خدمات الإرشاد والتوجيه بسرعة وكفاءة، في إطار السعي لنيل علامة جودة الاستقبال “مرحبا”.

🔹 فضاء الاستراحة للإطارات والأعوان: الأول من نوعه على المستوى الوطني، حيث تحوّلت الحاويات المعدنية إلى واحة استراحة مجهزة، تتيح للفرق لحظات من الهدوء بعد أيام وساعات من العمل المرهق.

🔹 مبيت المتطوعين وفق المعايير الدولية: لأن العمل التطوعي هو القلب النابض للحماية المدنية، كان لا بد من توفير بيئة إقامة تليق بهؤلاء الأبطال، مما يعزز مكانتهم داخل المنظومة، ويدفعهم للمزيد من العطاء.

لقد جاءت هذه المشاريع ثمرة تلاحم حقيقي بين القيادة والرُتب المختلفة، حيث أظهر الضباط والأعوان في صفاقس أن النجاح ليس مسؤولية فرد واحد، بل هو منظومة متكاملة، قائمة على التعاون والالتزام بروح الفريق الواحد.

وهكذا، لم تكن هذه الليلة المطيرة مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت لحظة اعتراف بجهود لا تُقدَّر بثمن، ودليلًا على أن الحماية المدنية في صفاقس لم تعد مجرد جهاز تدخل، بل صارت نموذجًا يُحتذى به، حيث تلتقي الحرفية بالتضحية، والمسؤولية بالإبداع، ليظل الهدف الأسمى دائمًا: خدمة المواطن بأمانة وإخلاص، مهما كانت الظروف، ومهما تبدلت الفصول.

ا م

مواضيع ذات صلة