المستشفى الصيني بصفاقس: ” لا يغرك نوار الدّفلة في الواد داير ظلايل …..”

المستشفى الصيني بصفاقس: ” لا يغرك نوار الدّفلة في الواد داير ظلايل …..”

28 ديسمبر، 21:05

ما من شك ان المستشفى الجامعي  الجديد بصفاقس  يعدّ كسبا مهما للمنظومة الصحية العمومية، هذا المستشفى الذي انجزه مشكورين الرفاق الصينيون، والذي لم ينطلق بعد رغم الاعلانات المتتالية بالانطلاق والتدشين الرسمي من قبل رئيس  الجمهورية، كان امنية  من امنيات مواطني الجهة وباقي  جهات الجنوب نظرا للضعف الفادح للبنية الاساسية الصحية وحاجتهم الملحة إلى وحدات صحية جديدة عمومية تقدم لهم الخدمة الصحية. فالواقع يقول ان الحق في الصحة مضمون فقط  ومتوفر (في هذه الربوع وكامل البلاد ايضا) لفائدة فئة محظوظة من المجتمع ، ذلك الذي يقدمه القطاع الخاص لمن يملك المال. اما بقية الفئات أي  المعسرين فإياهم المرض او الجرح، لأنه حينئذ سيكونون بين مطرقة الديون وسندان المرفق  العمومي الصحي  المنهار. ولا يخفى على  احد ان من اسباب إنهياره الاساسية تخلي الدوله عنه ووقف دعمه واختناقه بالمرضى.                                   لهذا مَنَّ مواطني صفاقس ( وغيرهم) النفس بان تخفف الهبة الصينية بعض الضغط  على المستشفى الجامعي صاحب الإسمين (حبيب بورقيبة والهادي شاكر) بفتح  هذا الفضاء الجديد لهم  للرعاية والعلاج الصحي.                                             ولكن من الواضح ان الرياح ستجري بلا تشتهي السفن فالقرار يتجه نحو ان يكون  المستشفى الصيني مؤسسة صحية عسكرية  اي من مؤسسات وزارة الدفاع وتحت اشراف  ادارة الصحة العسكرية  على شاكلة المستشفى العسكري الأصلي للتعليم بتونس كما المستشفى العسكري ببنزرت أو قابس. لهذا ارى انه من الغرابة ان تتعالى بعض الأصوات مهللة بذلك، في ظل سكوت الأحزاب ونواب البرلمان فقط إتحاد الشغل عبر عن موقفه الرافض،  في حين يشكل هذا القرار إن صح مصادرة لحق الجميع في الصحة وسرقة لآمالهم في التمتع بخدمات المستشفى الحامعي الجديد.              فالخدمة الصحية العسكرية بمنطوق القانون المنظم لها( الفصل 3 من الأمر الحكومي عدد 1097 لسنة 2016 مؤرخ في 24 أوت 2016 يتعلق بضبط التنظيم الإداري والمالي للمستشفى العسكري الأصلي للتعليم )  يتم إسداءها بالاساس لفائدة عسكريي ومدنيي وزارة الدفاع  وعائلاتهم وبصفة إستثنائية للغير. وبالمثل يتعامل  المستشفيان العسكريان الآخران (انظر  الموقع الرسمي لكل واحد منهما).      وبالتالي من تحصيل الحاصل في حال اصبحت عسكرية ان لا تكون الوحدة الصحية  الصينية مفتوحة لجميع المواطنين.أما  اولائك الفرحين بالصبغة العسكرية للمستشفى الجديد فانصحهم بالتريث إقتداء بذلك المثل الشعبي  الداعي  إلى الفطنة :     ” لا يغرك نوار الدفلة في الواد داير ظلايل ولا يغرك زين الطفل (ة) حتى تشوف لفعايل” .

  فتحي  الهمامي       

  • مقالات الراي لا تلزم الا اصحابها

مواضيع ذات صلة