المعهد العالي للفنون  والحرف بالقصرين يحتفي بعشرينيته  ويحتضن الملتقى الدولي لفنون النحت

المعهد العالي للفنون والحرف بالقصرين يحتفي بعشرينيته ويحتضن الملتقى الدولي لفنون النحت

24 أكتوبر، 15:15

حين تنحت الجبال قصيدة فن :
القصرين مدينة تعانق الجبال و تهمس للسهول و للتاريخ:
يستعد المعهد العالي للفنون و الحرف بالقصرين ليكتب فصلا جديدا من قصّته مع الإبداع وهو يحتفل بمرور عشرين عاما على تأسيسه من 20الى 25 اكنتوبر 2025 في تظاهرة استثنائية تتوّج مسيرة من البذل و العطاء و تزدان بحدث فني عالمي :*الملتقى الدولي للنحت على الرخام *
*عشرون سنة من الحلم الجميل:
منذ أن فتح أبوابه سنة 2005 كان المعهد العالي للفنون و الحرف بالقصرين أشبه ببذرة غرست في تربة صخرية لكنّها أبت إلا أن تنمو و تزهر رغم الصّعاب .
على مدى عقدين من الزّمن صنع هذا المعهد من الحلم حقيقة ومن الطين تحفا و من الصخور مجسمات و من هندسة الفضاء أغنية شكلها اللّون و النور و الحجر.
تخرجت منه أجيال من الفنّانين و المصممين الذين حملوا رسالة في قلوبهم و أسهموا في صياغة مشهد فني تونسي نابض بالحياة يزاوج بين الأصالة و التجديد ولنا في الدكتورة عبير مروانـــــــــــي و الخبير في التكنولوجيا الحدية مروان ألفالحي مثال على ذلك (درسوا بالمعهد و عادوا ليدرّسوا به ).
*القصرين الجيل الذي يتكلم الفن :
ليس غريبا أن تحتضن القصرين ملتقى دوليا للنّحت فهي مدينة تعرف كيف تنحت في وجه الرّيــــــــح و كيف تحوّل صلابتها إلى جمال .
في جبالها التي شهدت التّاريخ تنبع كلّ فكرة وكلّ لون وكلّ منحوتة كان الأرض هناك تتنفس فنّا.
و خلال أيام الملتقى ستغدو المدينة كلّها مرسما مفتوحا تمتزج فيه أصوات المطرقة و الريشة بأنفاس الرّيح ولمسات الدكتور النحات سيد احمد النابلسي الفنان الفلسطيني الذي تكبد مشقة القدوم من دولة السويد و يصبح الجمهور جزءا من العمل الفني يتأمل و يشارك و يكتشف أن الفنّ ليس بعيدا عن الحياة بل هو الحياة نفسها .
*ملتقى يجمع القارّات على ارض القصرين :
كان المعهد العالي للفنون و الحرف بالقصرين سبّاقا في مثل هذه الملتقيات فقد احتضن سنة 2019 ملتقى السليوم الدولي لفنون النحت حيث تزيّن منحوتاته شوارع و ساحات القصرين ببادرة من ابن القصرين الفنان النحات محس الجليطي.
و على خطاه سعى الدكتور و النحات سيف الدين بن حماد الأستاذ بالمعهد العالي للفنون و الحرف بالقصرين للتنسيق من اجل تنظيم هذا الملتقى فكان له ما أراد.
ففي القصرين يلتقي الفنانون تحت سماء القصرين ليحوّلوا الحجر إلى قصص ناطقة يعبّر كلّ نحات عن رؤيته و كل منحوتة تحكي عن ثقافة عن ذاكرة عن انسان يبحث عن الجمال وسط ضجيج العالـــم و سيكون هذا الحدث مناسبة للطلبة و الأساتذة و الزّوار(طلبة المعاهد العليا للفنون و الحرف بكل من صفاقس- سوسة و سيدي بوزيد) للغوص في تجربة فنية و إنسانية فريدة حيث يتعلّم الجميع أن الفنّ لا يعرف الحدود و لا اللغات .
الفن: ذاكرة المكان و روح الإنسان:
الاحتفال بعشرينية المعهد ليس مجرد ذكرى بل هو تكريم للزّمن الجميل الذي صنعه الأساتذة و الطلبة و الإداريون و للأحلام التي كبرت معهم عاما بعد عام انه احتفاء بالإنسان المبدع الذي يرى في كل حجر لوحة و في كل مساحة بيضاء حكاية تنتظر أن تروى .
ومن خلال هذه التظاهرة يؤكد المعهد أن الفن رسالة سلام و جسر تواصل بين الشعوب و صوت يعلو فوق اختلاف اللغات و الألوان .
الفن لا يشيخ :
بعد عشرين عاما من العطاء يقف المعهد العالي للفنون و الحرف بالقصرين شامخا كجبل الشعانبي ينظر إلى الأفق و يبتسم فالفن لا يشيخ بل يتجدد كل يوم كالشمس التي تشرق لتكتب فجرا جديدا .
ومن القصرين تخرج رسالة إلى العالم مفادها أن : الجمال يولد من الإرادة و أن الإبداع حين يسكن القلوب يصبح وطنا خالدا .
بقلـــــــــــــــــم
محسن محمدي
متصرف رئيس للتعليم العالي و البحث العلمي
رئيس مصلحة
المعهد العالي للفنون و الحرف بالقصرين

مواضيع ذات صلة