الموت أصبح خبرا عاديّا، نقرأه ونمر… اسامة بالرقيقة
حادثة وفاة الشاب محمود داخل بركة كبيرة من المياه هي واحدة من بين الحكايات الشاذة عن المجتمع التونسي التي يستيقظ عليها كل صباح، لنتابع واحدة من الأخبار الغريبة التي أصبجت عادة شبه يومية. فمن الحفرة إلى البالوعة ، إلى الإغتصاب والسرقة والخطف والنشل. وغيرها من الطرق المؤدية إلى الموت. حتى أن المواطن التونسي أصبح مهددا في كل وقت وحين . كيف لا والموت يتربص بنا في كل مكان تقريبا، الملاعب الرياضية، المقاهي، الشوارع، الطريق، الجبل . فأين وليت وجهك يعترضك ذاك الوحش الهائج الذي يأتى على الاخظر واليابس. حتى أن البعض وقبل مغادرته للمنزل يقبل عائلته فمن يدرى يمكن أن يعود في صندوق، فالموت أصبح خبرا عاديا نقرأه ونمر. هذا الإنتشار الكبير للحوادث القاتلة وتفشي الجريمة، يعبر عن إفلاس المشروع المجتمعي وهو مايستوجب وقفة تأمل لمعرفة الأسباب والحلول التي يجب إتباعها للحد من هاته الفوضى التي أصبحنا نعيشها. أولا محاربة الجريمة ليست مسؤولية الأمن وحده، فمسؤوليتها أيضا محمولة على السلطة التشريعية، والأسرة مرورا بالمدرسة. ثانيا، إصلاح المنظومة التعليمية برمتها، وإعادة النظر في التوقيت المدرسي، وتشديد الرقابة أمام المدارس والمعاهد الثانوية التي أصبحت سوقا مربحا لتجار الزطلة.ثالثا، إعادة النظر في ما يقع بثه عبر بعض وسائل الإعلام، التي أصبحت مرتعا للمهرجين وملاذا آمنا للفاشلين لبث سمومهم على المشاهدين. الدولة مطالبة أيضا بتحسين الطرقات والمسالك الترابية والاهتمام بالأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والثقافية في المجتمع ومواجهة مروجي الزطلة والممنوعات والضرب بعصا من حديد ضد كل المتجاوزين. السلطة مطالبة أيضا بمحاربة الفساد في الصفقات العمومية، والعناية بالبنية التحتية المهترئة والتي أصبحت خطرا يهدد الجميع في كل وقت وحين.



