الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل تقليص حملتها البرية والجوية الواسعة فى قطاع غزة.

الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل تقليص حملتها البرية والجوية الواسعة فى قطاع غزة.

18 ديسمبر، 09:00

على مدار الأيام القليلة الماضية، بدا أن هناك تحولا ملحوظا فى تعامل إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن مع إسرائيل وحربها الغاشمة على قطاع غزة، مع مواصلة تل أبيب نهج الفتك بالمدنيين الفلسطينيين وعرقلة المساعدات الإنسانية وتفريغ القطاع من سكانه.

وأثار ذلك تساؤلات عن أدوات النفوذ التى يمكن أن تستخدمها واشنطن لدفع إسرائيل على تقليص حجم عمليتها العسكرية والعدوان على القطاع.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن المسؤولين الأمريكيين قالوا فى الأيام الأخيرة إنهم يريدون أن تدرس إسرائيل تقليص حملتها البرية والجوية الواسعة فى قطاع غزة. وانتقد الرئيس جو بايدن تل أبيب بسبب القصف العشوائى للمدنيين، فى حين تواجد مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان فى إسرائيل لمناقشة المرحلة القادمة من الحرب.

ورأت الصحيفة أن هذا يشير إلى تغيير فى الكيفية التى يتعامل بها بايدن ومستشاروه مع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية منذ هجوم السابع من أكتوبر.

وقال دوف واكسمان، أستاذ الدراسات الإسرائيلية فى جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس: لقد شهدنا تحولا من الضغوط خلف الكواليس التى فرضتها الإدارة الأمريكية منذ بداية الحرب إلى ما أصبح الآن نصائح علنية بشكل أكبر وتسريبات ومزيد من المناشدات المعلنة. واعتبر واكسمان أن هذا يشير بشكل واضح إلى نفاذ صبر الإدارة الأمريكية.

وذكرت نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة لديها بعض الإستراتيجيات التى يمكنها استخدامها لإقناع إسرائيل بتغيير أساليبها، وإن كانت جميعا سيكون لها ثمن سياسى ودبلوماسى لبايدن.


وأوضحت الصحيفة أن من بين أدوات الضغط الممكنة التى تملكها واشنطن هى فرض قيود على المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل. فالدولة العبرية تحصل على 3.8 مليار دولار سنويا كجزء من اتفاق مساعدات أمنية مدته 10 سنوات تم إقراره خلال عهد أوباما. ويمثل هذا الرقم نحو 15% من ميزانية الدفاع الإسرائيلية.

ويتعين على الخارجية الأمريكية الموافقة عندما تستخدم إسرائيل هذه الأموال لاستخدام أسلحة أكبر أو قدر كبير من الذخائر، ومن ثم بإمكان الإدارة أن تجد طرق لرفض أو إبطاء تسليم الأسلحة.

من ناحية أخرى، فإن الخارجية الأمريكية لديها القدرة على تجاوز الكونجرس، مثلما فعلت الاسبوع الماضى بالموافقة على إرسال ذخائر دبابات لإسرائيل بقيمة 106 مليون دولار.

وبما أن معظم مبيعات الأسلحة الأمريكية تكون مقيدة بشروط، فيمكن لبايدن وضع حد لكيفية استخدام القنابل الأمريكية فى المناطق المدنية المكتظة بالسكان مثل غزة. إلا أن القيام بذلك سيجعل بايدن على خلاف مع اللوبى المؤيد لإسرائيل الذى كان جو متعاطفا معه على مدار سنوات عديدة.
وتقول نيويورك تايمز إن إسرائيل تحتاج إلى دعم إدارة بايدن، ليس فقط لمواصلة تزويد قواتها بالموارد، ولكن أيضا لحمايتها من الضغط الدولى من أطراف أخرى، بما فى ذلك الأمم المتحدة.

فالولايات المتحدة، التى تعد واحدة من خمس دول دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى، استخدمت حق النقض “الفيتو” هذا الشهر لعرقلة قرار يدعو لوقف إطلاق نار فورا فى غزة. ويمكن لواشنطن أن تقرر عدم استخدام حق النقض بهذه الطريقة مستقبلا.

وترى الصحيفة أن بإمكان بايدن أيضا مواصلة الحديث بقوة عن الحاجة إلى حل الدولتين، والذى يمكن أن يضع ضغوطا سياسية على نتنياهو.

إلا أن أيا من هذه الإجراءات سيكون له ثمن كبير لبايدن، الذى جنى الكثير من علاقته المستمرة مع نتنياهو منذ نصف قرن.

وفى الماضى، سعى بايدن سرا لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلى لإعادة النظر فى نهجه. لكن مع اقتراب عام الانتخابات، فسيحتاج بايدن أيضا إلى الأخذ فى الاعتبار الانتقادات التى يمكن أن يتعرض لها لو استمر القتال.

ونقلت نيويورك تايمز عن واكسمان قوله إن بايدن قد يجعل الأمور أصعب على نتنياهو محليا وداخل حكومته بأن يكون أكثر صراحة. لكن أستاذ جامعة كاليفورنيا يعتقد أن بايدن لا يرغب فى مواجهة نتنياهو علنا.

مواضيع ذات صلة