امرأة منّا : سلوى بن رحومة المثقّفة والإنسانة

امرأة منّا : سلوى بن رحومة المثقّفة والإنسانة

8 مارس، 14:30

متعدّدة الاختصاصات، كثيرة النشاط، محترمة للروابط والعلاقات، ثريّة التجربة، متعطّشة للمعرفة، مسافرة، محافظة ومغامرة في آن واحد، فنّانة، صاحبة طبقة صوت رنّانة، تشجّع من حولها، ليس لها غرور أشباه المثقّفين. زادتها السنون اعتدادا بالنفس يتجلّى ذلك بوضوح في نظرتها الحادّة الواثقة، صاحبة حضور جذّاب وكاريزم قوي، رزينة ومهيبة، أنيقة رصينة لها وقفة مؤثرة حتى إن بقيت صامتة. أمّا إن تحدّثت فتكون نبرة صوتها موزونة متّزنة، إيقاع كلامها محسوب لإيصال الرسالة بعمق إلى المتلقّي…

شاعرة رومنسية تهتمّ بالحب، بالطبيعة، بالمبادئ، بالعلاقات الإنسانية فتبحث عن الإنسان حيثما كان في هذا العالم، عصامية التكوين، معتمدة على نفسها، بدأت غرامها بالشعر منذ نعومة أظفارها ساعدها في ذلك تحفيز أمها لها ونُشرت لها محاولات جادة منذ بداياتها في عدة صحف تونسية وهي عضو في اتحاد شعراء العالم من أهم أعمالها “قصائد من سكر”، “قرّرنا أن نطيل عمر الحبّ”، “ذكرى الآتي”، “أمنيات”. هي كاتبة أيضا ورئيسة رابطة الكاتبات بصفاقس وعضو هيئة اتحاد الكتاب التونسيين فرع صفاقس، لها مقالات في عدة وسائل إعلامية من أهمها مجلة “الحياة الثقافية”. لها مشاركة مميّزة في معرض هافانا الدولي للكتاب بكوبا حيث كانت المرأة التونسية العربية الإفريقية الوحيدة…

مدربة تنمية بشرية لها فيديوهات تحفيزية خفيفة الظل فيها نصائح وتوجيهات مفيدة في حياتنا اليومية بالإضافة إلى أعمالها الشعرية والثقافية التي قرّرت أن تقدّمها على مواقع التواصل الاجتماعي بعيدا عن النمطيّة السائدة تماشيا مع تكنولوجيات العصر رغم أننا سنظل نعتقد أنّ الكتاب لا يُعوّض وهي نفسها تراوح بين الطريقتين العصرية والتقليدية لأنها تؤمن كثيرا بالكتاب الورقي وهي مطالعة نهمة مطّلعة على الأعمال الأدبية النثرية والشعرية وهي من القلائل الذين يثمّنون مجهودات زملائهم ويشكرونهم على إصداراتهم الجديدة ويعرّفون بها على مختلف مواقعها على النت وهي المتواصلة بانتظام مع جمهورها في الشأن العام من سياسة واقتصاد واجتماع ورياضة وثقافة ودين…

كتبت وتعاونت مع برامج في إذاعة صفاقس ومثّلت في فلم “فاطمة” ومسلسلي “المتحدّي” و”سيدي القاضي”… ونعتقد بصدق أنه كان بإمكانها أن تفجّر طاقتها الإبداعية أكثر لو مُنحت فرصا أكبر من المخرجين غير المنتبهين لعديد المواهب بالإضافة إلى سياسة المحاباة التي تميّز الحقل الثقافي في بلادنا…

سلوى بن رحومة مثال للمرأة الحساسة الرومنسية الطيبة الجميلة خَلقا وخُلقا والعاملة بكدّ وجدّ والساعية لتطوير ذاتها كل يوم والمتحدية لكل العراقيل والمتواصلة مع محيطها القريب والبعيد حتى وصلت إلى العالمية في كثير من الأحيان… صلابتها وقوّة شخصيتها لم تمنعها عن الإحساس المرهف ولم تقتل فيها أنوثتها كما تظن عديد النساء المسترجلات الفاشلات… متعددة المواهب والمشارب تبحث عن الخير لنفسها وللآخرين… إن قصّرت مرّة تجبر مرّات… تسعى دائما للتحسن وتبحث عن الكيف بعيدا عن الكمّ وتكديس الإنتاجات… هي علم من أعلام مدينة صفاقس ومنارة من منارات البلد… نثق بذكائها ونباهتها وحبها لنفسها وللآخرين وهي خصال تمكنها من مزيد العطاء والتألق…
هي سلوى ورحمة… تحية تقدير صادقة لها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وكل عام وهي وكل أنثى طيبة بخير.


سامي النيفر

مواضيع ذات صلة