باحثون تونسيون يبتكرون جوارب تُسهِّل الحركة لذوي الإعاقة

باحثون تونسيون يبتكرون جوارب تُسهِّل الحركة لذوي الإعاقة

17 أوت، 11:15

تمكّن الشاب سَهْل بوغطاس، أصيل مدينة بني حسان من ولاية المنستير، من المشي لأول مرة في حياته بثقة وبدون خوف منذ سنة وأربعة أشهر، بفضل منتوجات طوّرها باحثون في مخبر هندسة النسيج بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقصر هلال.

وقد فتحت هذه المنتوجات آفاقًا جديدة للشاب بعد سنوات من معاناته مع الأطراف الاصطناعية.

وخلال لقاء مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء داخل المخبر، بدا سهل متأثرًا وهو يتحدث بأريحية واعتزاز، قائلا “أنا سعيد لأنني أتعامل مع باحثين تونسيين من بلادي، أشاركهم الملاحظات حول الجوارب التي طوروها وعدلوها مرارًا حتى صارت أفضل من نظيراتها المستوردة من ألمانيا أو تركيا.”

ووفرت هذه الجوارب والبطانات المبتكرة راحة غير مسبوقة له، إذ كانت المنتجات المستوردة تتسبب له بجروح بعد 3 أسابيع من الاستعمال، مما يضطره للتوقف عن المشي. أما الآن، فيؤكد “استعدت صحتي بنسبة 100 بالمائة، وأصبحت أمشي يوميًا كيلومترات طويلة، أمارس الرياضة، أقود الدراجة والسيارة، والأهم أنّي استعدت ثقتي في نفسي.”

وقال عضو المخبر وصاحب براءة اختراع الجوارب والبطانة الأستاذ وليد الشاوش، إلى جانب أستاذه فوزي الصكلي، “لدينا تجهيزات غير متوفرة لدى الصناعيين، وهو ما مكننا من تصنيع جوارب بدون خياطة بتقنية «سيملاس»… المنتوجات التي طورناها فاقت المستوردة من حيث الجودة والراحة.”

وتتميز البطانة الجديدة بمرونتها وموادها الداخلية التي تحافظ على راحة الطرف المبتور وتمنع الالتهابات، في حين تمثل الجوارب المطوَّرة ما يشبه “جلدًا ثانيًا” يوفر الحماية والمرونة.

وقد تم تطوير هذه المنتوجات بالشراكة مع المستفيدين أنفسهم، ومن بينهم سهل بوغطاس، الذي ساهم بملاحظاته العملية في تحسينها.

وأضاف الشاوش أن “الفكرة بدأت سنة 2017 بعد اقتراح تقدّمت به طالبة مبتورة الأطراف، ومنذ ذلك الوقت، انطلقنا في تطويرها بالتعاون مع مركز صنع الآلات المقوّمة للأعضاء بسوسة وقسم الطب الفيزيائي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة.”

ويعمل الباحثون حاليًا على تطوير منتوج ثالث يحمي الأطراف الاصطناعية من تسرب المياه عند الاستحمام أو السباحة، استجابة لاقتراح مباشر من سهل بوغطاس نفسه.

أما بخصوص مستقبل هذه الابتكارات، أكد المتحدث أنه يجري التفكير في بعث مؤسسة ناشئة بتونس لتصنيعها وتوفيرها لذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعزز استقلاليتهم وجودة حياتهم.

مواضيع ذات صلة