بمناسبة M6…كم احتقر من يضرب تونس من الخارج …أ.د الصادق شعبان
كم احتقر من يبارك ما تقوله الأجهزة الاعلامية الأجنبية تشويها لتونس …
كلنا يعرف ان الاعلام في جانب منه اداة للمخابرات و ان قنوات معروفة عديدة محسوبة على جهات اجنبية و تعمل لاجندات اجنبية … لا فائدة في الذكر فهي معروفة …
لذلك لا تصدقوا كل ما يقال عنكم من الخارج …
رأينا جميعا عظمة الديمقراطيات الغربية في الحرب التي تسحق الفلسطينيين … راينا حكم القانون و القيم الانسانية و عدالة المحاكم … راينا بالخصوص حياد الاعلام و استقلاليته و قدسيته في حرب الابادة على غزة …
ان ينتقدونا ذلك شيء لا غرابة فيه … هذا شأنهم و لا لوم عليهم … تلك قوانين المنافسة الدولية و منطق الجيوستراتيجية … لكن ان نغتر نحن و ان نذهب إلى حد الإيمان بهم و تلقف أخبارهم و انتظار برامجهم ضدنا ، فذلك من البلاهة …
هذه سياساتهم و منذ القديم … فعلوا هذا مع بورقيبة و فعلوا هذا مع بن علي …توقفوا فقط في العشرية التي خربت البلاد و نصبوا جل قياداتها …
هاهم اليوم يعودون … و اخشى ان يتسارع النسق في الاشهر القادمة …
لما حصل كلام في اخواننا الأفارقة في تونس ، اغتمنت قنوات اجنبية ما حصل و مزقتنا تمزيقا بنشر المعلومات بطريقتهم الخبيثة …
هذا لا يعني ان كل شيء عندنا على احسن ما يرام … هناك اشياء لا ترضي … و ليس من حقنا النقد فقط بل علينا النقد … لكن ينحصر الخلاف في بيتنا الداخلي و يكون النقد بين الجدران و لا نعطي للغير الفرصة للتهييج و للتلاعب و للانتفاع …
على السلطة كذلك الا تتعامل مع النقد الداخلي بلغة النكران و لا بلغة الرفض أو التهديد … عليها الا تترك المنفذ للاجنبي … عليها ان تستمع و ان تصحح … هي سياسة ، اي اخذ و عطاء و كل شيء بهدوء و مرونة ، و لا يمتلك احد كل الحقيقة … كلنا توانسة و كلنا ابناء الدار …
كتبت هذا لاني رأيت اشخاصا ينتظرون برنامجا يقال انه سوف يبث في M6 الفرنسية .. بعضهم يتلذذ و في قلبه مرض … و بعضهم يتحسر …
ذكرني هذا بما كان يحصل في السابق … و ذكرني بالخصوص بتساؤل بعض النخب المفرنكة و التسارر في الخفاء : أريت ما كتبت le Monde… خطير ! اتابعت برنامج France 2… مذهل ! كأن ما يحصل هو نهاية العالم … لكن السلطة لم تقدر من جهتها على اخذ الأمور بجدية و إجهاض التيار فحصل ما حصل …
كلنا مع حرية الراي و مع حرية التعبير و مع حرية الاعلام … كلنا نشجب اي عمل ينتهك هذه الحريات … كلنا رأينا ايضا المضرة التي تلحق بالبلاد عندما تعالج الحريات بمنطق القوة …
لكن الاجنبي لا … و للعمل النضالي حدود …
خلافاتنا وطنية وطنية و معالجتها تبقى وطنية وطنية …