
بيان الجمعية التونسيّة لأئمّة المساجد حول “طوفان الأقصى”
قال الله تعالى:﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ الحجّ 39.
نتيجة لاستمرار قمع وبطش الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية المحتلة وتماديه في عربدته وطغيانه واعتداءاته على الشعب الفلسطيني معتمدا في ذلك قتل أبنائه بدم بارد وانتهاك مقدساته وذلك باقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى وتدنيسه، جاء الرد هذه المرة على هذه الجرائم من خلال عملية “طوفان الأقصى” كردة فعل مشروع على كل الجرائم العنصرية والفاشية التي مارسها الكيان المغتصب من تفجير وتقتيل وسجن ونفي.
وتبعا لذلك تغيرت موازين الصراع بين المجاهدين من ناحية وبين الكيان الصهيوني الغاصب من ناحية أخرى وأصبح السجال بينهما متكافئا.
وإذا كان الكيان الصهيوني مازال يعتقد أنه قادر على الحصار الكامل لقطاع غزة معتمدا في ذلك قتل وتشريد المواطنين الفلسطينيين دون قوة رادعة لجرائمه الوحشية ومستندا في ذلك إلى ما عهده عن المجتمع الدولي الذي يكتفي كل مرة بالإعلان عن بالغ القلق والآسف، وهذا طيلة الخمس والسبعين سنة الماضية، فإنّ عملية “طوفان الأقصى” النوعية وما أسفرت عنه من قتل وأسر للجنود الصهاينة قد أسقطت هيبة ما يسمى “دولة إسرائيل”، وأسقطت هيبة الجيش الذي لا يقهر، وأسقطت القبة الحديدية. وسطر أبطال غزة بذلك أروع الانتصارات على المحتل الغاشم، فكانت هذه الأيام، أيام عز وفخر وتضحية ووفاء.
وإذ تحيي الجمعيّة التونسيّة لأئمّة المساجد نضال وجهاد الفلسطينيين وصمودهم وثباتهم ووحدة شعبهم في مواجهة المحتل الغاصب فإنها تترحم على أرواح الشهداء البررة وتدعو الله العلي القدير أن يكلّل جهادهم بالنصر المبين.
وترى أنه:
• أولا: من حق الشعب الفلسطيني في داخل الأراضي المحتلة وفي الشتات، أن يجاهد في سبيل الله لاستعادة وطنه كاملاً، وتحرير أرضه كلها واسترداد حقوقه الوطنية كاملة وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين والمهاجرين إلى أوطانهم وأراضيهم وبيوتهم، وتعويضهم عن سنوات القهر والحرمان التي امتدت نحو خمسة عقود حتى الآن، ولا يجوز لأحد أن يفتي بتحريم الجهاد لاسترداد فلسطين، وتأثيم المجاهدين، ويصفهم بما يسيء إلى جهادهم أو يسيء إليهم متبعا في ذلك القوى الإمبريالية المعادية للأمة الإسلاميّة ولإعلامها المغرض والمتحييز.
• ثانيا: على جميع المسلمين حيث ما كانوا أن يعينوا إخوانهم في فلسطين بشتى أنواع العون، وذلك بالتضحية بالنفس والمال، وباللسان وبالقلم.ويعتبر هذا العون من أوجب الواجبات على المسلمين كافة، أفرادا وجماعات وشعوبا وحكومات.
• ثالثا: ضرورة إدانة الجرائم المرتكبة الآن من الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين العزّل كردة فعل على عملية “طوفان الأقصى” وضرورة وضع حد لها، وحشد الدعم المادي والمعنوي والدولي اللازم بصورة عاجلة للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها.
• رابعا: من واجب السادة الأئمّة الأفاضل تخصيص خطب الجمعة للتعريف بجرائم الكيان الصهيوني ومحاولته إبادة الفلسطينيين، والدعاء بالرحمة للشهداء وبالشفاء العاجل للجرحى، وتثبيت أقدام إخواننا المجاهدين الفلسطينيين.
حمى الله إخواننا في فلسطين ونصرهم.
رئيس الجمعيّة التونسيّة لأئمّة المساجد
عبد الستار بدر