بيان مساندة همَّاد عطشى منذ ما يزيد عن 5 سنوات

بيان مساندة همَّاد عطشى منذ ما يزيد عن 5 سنوات

30 جوان، 15:00

قام قسم العدالة البيئية بمكتب المنتدى بالقيروان ، بزيارة ميدانية إلى منطقة هماد من عمادة الفريوات بمعتمدية السبيخة أين عاين معاناة أهالي ، بما في ذلك الأطفال والنساء والشيوخ، في البحث عن الماء لملء القوارير والأوعية البلاستيكية في ظل غياب أي مصدر للمياه الصالحة للشرب.
كما عاين الفريق وجود مدرسة ابتدائية في المنطقة تمت تهيئتها مؤخرًا وزارتها وزيرة التربية بتاريخ 20 ماي 2024، إلا أنها مازالت تفتقر إلى الربط بالماء الصالح للشرب، مما يعرض حياة التلاميذ للخطر ويتعارض مع التشريعات والاتفاقيات الدولية والوطنية لحقوق الطفل وعلى رأسها المادة 24 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي تنص على “حق الأطفال في الحصول على أفضل رعاية صحية ممكنة، ومياه نظيفة للشرب، وطعام صحي، وبيئة نظيفة وآمنة”.
ويلزم القانون الدولي لحقوق الإنسان الدول بضمان حق كل فرد في الحصول على كمية كافية من مياه الشرب النظيفة للاستخدام الشخصي والمنزلي كما ينص الفصل 48 من الدستور التونسي على واجب الدولة في توفير الماء الصالح للشرب للجميع على قدم المساواة، وعلى الحفاظ على الثروة المائية للأجيال القادمة. إلا أن هذه القوانين الدولية والوطنية تظل محدودة في جانبها التطبيقي، حيث تعاني عدة مناطق ريفية وخاصة منها أرياف ولاية القيروان من الانقطاعات المتكررة للمياه بسبب ضعف التيار الكهربائي، أو فشل الجمعيات المائية، أو تعطل مشاريع الربط بشبكة المياه الصالحة للشرب… وتعد منطقة هماد مثالًا حيًا على ذلك،
إذ يعاني سكان منطقة هماد من العطش منذ سنة 2018 بعد أن كانوا سابقًا يتزودون بالمياه عن طريق الجمعية المائية “المشنوقة” التي توقفت عن النشاط بسبب المديونية لصالح الشركة التونسية للكهرباء والغاز. وقد تلقىالأهالي وعودا بأن يتم تزويدهم عن طريق بئر جديدة في نفس السنة التي توقف فيها نشاط الجمعية المائية إلا أن هذه البئر لم يتم استغلالها بعد لتبتدئبذلك رحلة معاناة الأهالي في بحثهم عن الماء مع اندلاع موجة من الغضب والاستياء في صفوفهم وانطلاق تحركاتهم للمطالبة بحقهم في الماء الصالح للشرب وإيجاد حل لمعضلة العطش.
وقد ساهم غياب الماء في هذه المنطقة في هجرة الشباب والعائلات إلى مناطق وولايات وحتى دول أخرى تتوفر فيها مقومات العيش الكريم وتحفظ كرامتهم. كما انتشرت الآبار العشوائية التي أصبحت ملجأ للأهالي لتأمين أمنهم المائي والغذائي في ظل تخلي السلط المعنية عن مسؤولياتها في توفير الماء.
وقد تواصل المنتدى مع المشرفين على مصلحة الموارد المائية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان الذين أكدوا انتظار تدخل المقاول المكلف بالأشغال لتنظيف وتسريح البئر وإذا لم تعمل إثر ذلك، فسيتم تزويد الأهالي بالماء بصفة وقتية عن طريق جمعية “المشنوقة” وذلك بعد إعادة نشاطها، إلى حين توفير الاعتمادات المالية لحفر بئر جديدة.
وفي انتظار أن يتم تفعيل أحد هذه الحلول، فإن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية:
يؤكد ان الحرمان من الحق في الماء الصالح للشرب هو حرمان من التمتع بباقي حقوق الانسان ومنها الحقوق الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
يُذكر بحق أهالي منطقة هماد الفريوات من معتمدية السبيخة في الماء الصالح للشرب بالكميات الكافية للاستهلاك البشري والمنزلي وفق ما تنص عليه التشريعات الدولية والوطنية،
يهيب بوزارة التربية برمجة المدرسة الابتدائية هماد في إطار برنامج تزويد المدارس الريفية بالماء الصالح للشرب الذي أعلنت عنه وزارة التربية مؤخرا.
يجدد دعوته إلى وزارة الفلاحة لإيجاد صيغة بديلة للجمعيات المائية من أجل تزويد الارياف بالماء بعد أن اثبتت هذه المنظومة فشلها في عديد المناطق.
يساند كل التحركات الاجتماعية لأهالي منطقة هماد ويعلن عن إطلاق حملة مناصرة لدعمهم في المطالبة بحقهم في الماء الصالح للشرب.

المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية-مكتب القيروان

المنسقة الجهوية

ماجدة مستور

مواضيع ذات صلة