تحيّة خاصّة …في هذا العيد هل تكفيهم التحية؟
ماكان يجب ان انتظر العيد لأكتب عنهم
طبعا لا ..لا عذر لي في ذلك
غير انني كتبتها اليوم..ربما العيد دفعني.. لاخط هذه التحية التي قد لا تليق بتعبهم ..وصبرهم..
هم أهل لأكثر من تحية. وأكثر من كلام..
ينفقون أيامهم في جريهم وراء القوارير الفارغة..يرسمون بفراغها حياة يملؤها المعنى الحقيقي للرضا..والقناعة..يرفضون ان يطلبوا معروفا..
ينثال عرقهم كما العطر ليسقى عيوننا صورا ناصعة لأناس تحدوا صعوبة الحال..وشح الأيام..
هي تحية لهم اردتها بطعم العيد ..ولون الفرح المنشود ورائحة المشوي الذي قد يغيب عن موايد بعضهم
يجوبون الامكنة التي ضاقت بقواريرها
الفارغة..تعرفهم المقاهي.. والمحطات و الانهج ..والاحياء القريبة .. والبعيدة..
بصبر يومي على طول المسافات ..وغبار الارصفة..وروايح الحاويات..
مالذي بقي في بالك سيدتي مما طلب منك الصغار ان تشتريه لهم بعد كل هذه الساعات الطويلة المرة ..وهل ستسمعين كلام المذيعة وهي تقرأ تحذيرا صحيا من خطورة الالعاب التي تباع في الشوارع ايتها الأم الفاضلة ؟
وانت مالذي جرى لعجلة عربتك المنهكة .هل ستسمح لك بحمل أكياس اخرى قد تجمعها لو انت تحديت الشمس والغبار وسرت بعيدا في اطراف المدينة التي ضاق بها قلبك المتعب؟؟
وهل ستجري انت لاقرب صيدلية لتشتري مرهما مثلا او حبوبا مسكنة قد تعيد لظهرك بعضا من استقامته ثم ماذا لو طالبك الصيدلي بوصفة دواء من طبيب مختص؟؟
جبر الله خواطركم ..وجازاكم الخير كله .. واسعد قلوبكم..سهل لكم سعيكم من اجل الخبزة المرة..ورزقكم سعادة لاحد لها
كل عيد وانتم باسعد حال
منصور العويني