تسريبات شهرزاد عكاشة واللغة الوضيعة . بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي
يؤكد عدنان منصر مدير ديوان الرئيس المؤقت السابق محمد المرزوقي في إحدى تدويناته المنشورة منذ ساعات و هو العالم و الخبير المحنك في دسائس و أخبار و شائعات القصور و الأحزاب و دكاكين السفارات المتآمرة بأن ما جاء بتسريبات الصحفية شهرزاد عكاشة صحيح رغم إجماع كل من تم ذكرهم بهذا التسجيل الصوتي على النفي و الإنكار و إعلانهم عن عزمهم مقاضاة الصحفية التي تؤكد أن المنذر الونيسى رئيس حركة النهضة بالنيابة هو صاحب التصريحات و مسربها لغاية في نفس يعقوب . طبعا لا مدام عكاشة و لا الونيسى معروف عنهما نظافة السيرة و السلوك و لا هم ” فرفورى ” حسب العبارة الشهيرة للسيدة يمينة الزغلامى المنتسبة لحركة النهضة و طبعا لا يمكن لأي متابع حصيف أن يطمئن لحظة لما يأتي من مدام عكاشة و لا من السيد الونيسى لكن ما لفت انتباهي في محتوى التسريب هو تلك اللغة الهابطة و القبيحة التي تحدث بها السيد الونيسى و التي استمعت إليها الصحفية المذكورة دون أدنى امتعاض أو مطالبة المتحدث بالإقلاع عنها و هو الشخص المنتمى لحركة تزعم نفاقا أنها لا تتفوّه إلا بلغة القرآن و الرسول و التابعين.
السياسة وسخة هكذا يجمع العارفون و لذلك جاءت العبارات ” الرقيقة ” التي تلفظ بها نائب رئيس حركة النهضة سليل الخطاب المخاتل لرئيس الحركة الذي يقضى بقية أيامه في السجن محبوسا مع المجرمين متجرعا خيبته المريرة و متذكرا خطأ حساباته طيلة أكثر من سبعين سنة قلت جاءت تلك العبارات بذلك القبح و الوضاعة . لعل البعض ممن صدقوا كذبة أن خطاب الحركة هو الكسير الحياة لهذا الوطن المنكوب و أن زعمهم المنافق أن ” الإسلام”هو الحل و هم يعنون طبعا ” الإسلام ” المزيف الذي يشرّع للذبح و القتل و إسالة الدماء و تدمير الحضارة و تشريع الزنا تحت يافطة “جهاد النكاح ” و ليس إسلام التعايش بين الأديان و التسامح و التحضر . لقد ظهر للمتابع أن نائب رئيس حركة النهضة المتشققة و المتصدعة و المتناحرة لا يختلف في لغة خطابه و حتى مع الجنس اللطيف عن لغة عتاة القتلة و المجرمين و رجال العصابات و هو لا يتورع عن النزول بحديثه إلى ما يسمى بخطاب النصف الأسفل الذي يصدر عن بعض نساء الليل .
لنسأل في الأخير : كيف انطلت حيلة و خداع هؤلاء مرتزقة الدين على فطنة أغلبية الناس و كيف تعاطف البعض معهم و منحوهم أصواتهم و قد تبين عفن خطابهم الحقيقي و نواياهم السيئة التي أدت إلى ما نحن عليه من سقوط في كل المجالات بعد أن نهبوا خزينة الدولة كقطاع الطرق و بثّوا خطاب الفتنة و التكفير و الدجل و أرسلوا الآلاف من المغرر بهم إلى المستنقع السوري تحت يافطات كاذبة مخادعة ؟ . بطبيعة الحال ، سيعلن من جاءت أسماؤهم إنكارهم و تفنيدهم و عزمهم مقاضاة الجهة المسربة و كل ” من سيكشف عنه البحث ” لكن لن تنطلي حيلهم إلا على المغفلين لان الجميع باتوا اليوم أكثر انتباها و فطنة بعد أن كشف القناع عن القناع و خرجت الحقائق من دهاليز و دكاكين بيوت الدعارة السياسية و التجارة بالدين و خيانة الوطن و بيع الضمير .أيضا ، سيخرج علينا تباعا رموز مقاولات التبييض الإعلامي و السياسي و بعض المحامين إياهم و بعض المؤلفة قلوبهم مع إخوان القتل معربين عن “اندهاشهم و دهشتهم ” و سيكررون خطاب الإنكار إياه و سيطالبون العالم بإعلان الحداد على المسار الديمقراطي في تونس و اغتيال مسار حقوق الإنسان و بقية الاسطوانة المشروخة . لك الله يا تونس .
تنويه :
كل ما ينشر في هذا الركن لا يعبّر الا عن راي كاتبه