تونس بعد الثورة : من دكتاتورية النظام إلى دكتاتورية الشعب ..سامي النيفر

تونس بعد الثورة : من دكتاتورية النظام إلى دكتاتورية الشعب ..سامي النيفر

15 أوت، 18:30

قبل الثورة كنا نعاني من دكتاتورية النظام أما الآن فأصبحنا نعاني من الفوضى و التمرّد على القوانين و السلط العليا.. أصبحنا نشاهد مسؤولا بلديا يمنع رئيس الدولة من زيارة “منطقته” والصلاة في “مسجده”.. و أصبح بإمكان مجموعة من الأفراد تعطيل إنتاج الفسفاط و بالتالي خسارة المجموعة الوطنية لأموال طائلة تنعش الاقتصاد الوطني المتهالك كما بإمكانهم غلق طريق سريعة احتجاجا على أي مشكلة تعترضهم.. كان الرئيس و الحاكم هو الذي يقوم بنقلة كيدية تعسفية تجاه المعارضين فانقلبت الصورة اليوم كما حصل مع زوجة الرئيس قيس سعيّد و كذلك يتحدى مدير مؤسسة نقابي قرارات وزير أو مندوب جهوي فيعيّن من يشاء في مزرعته و يرفض من يشاء في طغيان وجبروت صار مألوفا من أي مسؤول عادي تجاه من هو أعلى منه في سلّم الإدارة.. أصبح بإمكاننا اليوم أن نسبّ رئيسا أو وزيرا و أن نهزّئه و ننقص من قدره و لكن الويل كل الويل لمن ينقد مسؤولا بسيطا أو نقابيا أو حارسا لأنهم سيسخطون عليه و يكيدون له.. و ما حصل مع زوجة الرئيس هو غيض من فيض في انخرام المفاهيم و انتشار الفوضى الشعبية و لكنه دليل على نظافة يد الرئيس و سيجلب له تعاطفا أكبر لأنه أقلق الفاسدين الفوضويين.سامي النيفر

مواضيع ذات صلة