تونس معرض “الشجرة والطوفان” لسبعة فنانين فلسطينيين

تونس معرض “الشجرة والطوفان” لسبعة فنانين فلسطينيين

19 جانفي، 13:00

ينظم مركز الفنون B7L9 افتتاح معرض “الشجرة والطوفان” لسبعة فنانين فلسطينيين ، بتاريخ 24 جانفي 2024 على الساعة 6:00 مساءً. ويشهد كل عمل مقدم على تراث غني ويقدم وجهات نظر مختلفة حول موضوعات أساسية مثل الذاكرة والمكان والخيال وتصور الحياة اليومية.

معرض فني   جانفي 2024

الطوفان والشجرة

فراس شحادة                   فيديو+مطبوعات+أداء

دينا عمرو( بنت امبارح)    صوت+ تنصيبة+اشتغال على الصوت+ أداء

وليد الواوي                    رسومات+ ورشة

نيريان كيوان                  تحريك+فيديو+ تصميم غرافيكي

دينا نظمي خورشيد           مطبوعات مسقطة ضوئيا على النسيج

سارة الرشق                           تنصيبة فيديو 

شادي حبيب اللّه                     تنصيبة فيديو

تتحمور فكرة المعرض حول موضوع الذاكرة والمكان

‘هَوَتْ الشجرة؟
عفو جداولنا الحمراء
عفو جذورٍ مرتويه
بنبيذٍ سفحته الأشلاء
عفو جذورٍ عربيّه
توغل كصخور الأعماق
وتمدّ بعيداً في الأعماق
 
ستقوم الشجرة
ستقوم الشجرة والأغصان –
ستنمو ضحكات الشجرة
في وجه الشّمس
وسيأتي الطير

فدوى طوقان “الطوفان والشجرة” (مقتطفات)

ما الذي يحدث عَقِبَ   العاصفة؟ كيف نتذكر ونحزن ونواصل الحياة؟ ما هي علاقتنا بالمكان؟ ما الذي يحدث للذاكرة أو لإحساسنا باليومي،  سواء في الحياة العادية او من خلال التناقضات الغريبة التي تعتمل تحت السطح؟

تلك هي بعض التساؤلات التي يطرحها الفنانون المشاركون في هذا المعرض، الذين تتراوح علاقتهم بفلسطين بين التعقيدات الناجمة عن البعد عن الوطن الذي يفرضه الشتات والعنف والشعور بالغرابة اللذين يميزان العيش في ظل الاحتلال علاوة عن مختلف التحديات التي تفرزها الحياة اليومية العادية.

وتمثل الذاكرة والمكان محورين أساسيين في هذا المعرض، حيث يمثل إنتاجهما المتواصل شرطا من شرو ط الحفاظ على الشعور بالذات إنْ جماعيا أوعلى مستوى الفرد. والمعرض مستوحى من قصيدة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان الحاملة لعنوان “الطوفان والشجرة”، التي تصور فيها الشاعرة شجرة تتعرض لعاصفة هوجاء، ثم تستعيد  أوراقها الخضراء وتعود إليها الطيور. ويسعى هذا المعرض إلى إبراز الفوارق الدقيقة، وتنوع الأفكار من فنان الى آخر حول الذاكرة والمكان من منظور فلسطيني، في ظل الكوارث الراهنة.

ولا يسعى هذا المعرض الى انتاج صورة أحادية الأبعاد لفلسطين بقدر ما يطمح الى ابراز واستكشاف ثراء وتعقيدات  تجارب الفلسطينيين واتاحة الفرصة لقيام حوارات وبناء روابط جديدة بين الاعمال المشاركة.

ويتخذ هذا الإنتاج للذاكرة والمكان اشكالا شتّى، تتراوح  بين السرد الذاتي المتأمل في العلاقة بالخبز، والكيفية التي  يمكن للمعرفة أن تنتقل بها من شخص إلى آخر، وبين عرض ألعاب الفيديو المعدلة عبر البث المباشر. كما يتخذ شكل لحظات استذكار يتداخل ويتراكب فيها الموطن الجديد للفرد الذي يعيش في الشتات مع الموطن العالق بالذاكرة الجماعية، وتناقضات الحياة اليومية ومعالمها ومحطاتها البارزة ، التي تُعتبر عناصر هامة جدا للتجربة.

وتستحضر التجارب التي قامت بها دينا خورشيد في مجال تقنيات الطباعة اليدوية وصنع الصور، فكرتي الحزن (الحِداد) والذاكرة باعتبارهما فكرتين تجريديتين متنائيتين وضروريتين، وتوفر لنا سلسلتها  الحاملة لعنوان “أقمت حجابا بيننا حتى أقلل الشعور بالفقدان ” مفاتيح نحو وسيلة مغايرة للاستمرار وضمان البقاء والإبداع. ولن تُقدَّم هذه الاعمال –  التي هي  في الأصل أعمال منسوجة – في المعرض الذي ينتظم في المحطة الفنية ب7ل9 ، في شكل منسوجات بل في شكل صور معروضة ضوئيا على  القماش، مما يتيح تجاوز القيود التي تفرضها  الحدود والفضاء. وعلى هذا الأساس ستظهر هذه الاعمال في شكل صور مضيئة في قاعة العرض، لكأنها أطياف.

وتتناغم سلسلة  دينا خورشيد الحاملة لعنوان “الأرض” ذات  المشاهد الحالمة – والتي تتمثل في أغصان و فروع اشجار كثيرة العقدات والأشواك وومضات لونية – مع عمل فراس شحادة  الحامل لعنوان “على طريق عودتي عثرت على  صورة للوطن أو فكرت في المنفى”، حيث تمثل المناظر الطبيعية محور كل  واحد من هذين العملين، غير أنها أبعد ما تكون عن تلك المناظر المَشوبة بروح الوطنية التي كانت سائدة لدى الأجيال السابقة. بدلاً من ذلك،  تتمظهر الانتقالات الشخصية العميقة عبر المكان في شكل لمحات خاطفة من الذاكرة. أما بالنسبة لشحادة، فيوحي النحل الذي يرفرف فوق نبتات مزهرة بانهيار الفضاء بصمت، حيث يستذكر الفنان تقاليد عائلته في مجال تربية النحل في البريّة، وهي قرية من قرى قضاء الرملة بالضفة الغربية، تم تهجير سكانها خلال النكبة عام 1948. ويعكس هذا العمل، الذي تم تصويره بطريقة حالمة، مع تراكب بين المشاهد الصوتية والتسجيلات لأماكن وأزمنة مختلفة، يعكس بهدوء الإحساس بالتواجد في مكانين في نفس الوقت – مما يترجم عدم استقرار الذي يطغى على التجربة الفلسطينية.

ما الذي يُفقَدُ ويطويه النسيان، ويخرج من الإطار عندما يتم نقل تفاصيل وممارسات ومعارف الحياة اليومية إلى الأرشيف الرسمي والذاكرة المسجلة؟ يبدأ عمل سارة رشق الحامل لعنوان  “لو كان للأرشيف أن يتكلم” بطرح السؤال التالي “ما الذي يحدث عندما يختفي رواة حكاياتنا؟” ويبحث هذا العمل من خلال الصوت  المباشر التوترات القائمة  بين المعرفة التي تنتقل من شخص إلى آخر، والتي تكون متجذرة في المكان، من جهة وبين ‘المعلومة’ التي تنتقل إلينا من خلال الأرشيف والتي لا تكون مقترنة بمكان محدد.

ويمكن أن يتخذ الاشتغال على المكان ونشوء السرد ية الخصوصية ضمنيا بداخله صيغا  أكثر مرحًا من الناحية السياسية. حيث تسلط أعمال شحادة الأخرى، مثل العمل الحامل لعنوان ‘مثلَ حدثٍ  جدّ في حلْم حَلُم به شخص آخر – تمارين’ الضوء على ممارسة واسعة الانتشار وتتمثل في ادخال تعديلات على  مضمون الألعاب الالكترونية التي تتمتع بشعبية واسعة  مثل [1]Grand Theft Auto V، حيث قام شحادة بتعديل النسيج العمراني لمدينة لوس سانتوس الخيالية وشخصيات اللعبة ونقلها الى فلسطين التي تتحول الى  الميدان الفعلي للعبة، ويعييد الممارسون لهذه اللعبة  المعدلة اداء أدوار خيالية تتيح نقل سرد سعيد الى  عوالم أخرى. وبدلاً من الاعتماد على الوسائل التقليدية لسرد القصص، يخلق اللاعبون الفلسطينيون عوالمًا  كاملة، ويشاركون ويتدربون على الروايات والسيناريوهات (الخيالية أو التاريخية أو الراهنة) من خلال ظاهرة الألعاب الإلكترونية متعددة اللاعبين ومجموعات اللاعبين التي تشارك في اللعبة  عبر الإنترنت والموجودة عبر نطاق جغرافي  واسع ، لا يخضع للتدخل والمحو.
وكثيرا ما تتطلب الغرابة التي تطبع الحياة في فلسطين وتناقضاتها اليومية المتعددة ، اعتماد استراتيجيات سردية وتمثيلية تستند الى السريالية أو الخوارق. وفي هذا السياق، يستحضر العمل الفني الحامل لعنوان ‘حالة دامية’ للفنانة نيريان كيوان، المقيمة بلندن  تجربة امرأة شابة نشأت  في بلدة أم الفحم (التي تقدمها لنا  الفنانة  في صورة مكان فوضوي سريالي ولا يحمل اسما محددا) في قالب حوار مؤثر مع نفسها وهي أكبر سنّا. أما سلسلة رسومات وليد الواوي، التي تعتمد  منحى مينيماليا(يقتصر على الحد الأدنى)، فإنها تقوّض بصريًا وبطريقة سريالية  جدار الفصل العنصري وموقع ووظيفة الشمس والقمر ، مما يسمح بظهور فتحات مع تحولات ضئيلة في المنظور.

وستتولى الفنانة الصوتية بنت إمبارح (دينا عمرو) المقيمة في لندن، بالتعاون مع ثلاثة فنانين صوتيين آخرين، تحويل  قاعة العروض السمعية البصرية في المحطة الفنية ب7ل9 الى حيز هادئ  ملائم للانغماس والتأمل في موضوع الصدى وعلاقة المرء بالماضي من خلال الصوت وما بقي منه  من بقايا. من خلال هذا العمل الصوتي، تستحوذ دينا عمرو، عبر  ممارستها الفنية وأبحاثها الخاصة حول الموسيقى الروحية وأغاني الاستسقاء التقليدية،على المكان في المحطة الفنية ب7ل9 .

دينا خورشيد

مواضيع ذات صلة