تونس والتغيير المرتقب … عبد الكريم قطاطة
اليوم 6 اكتوبر 2024 … اليوم هو موعد الانتخابات الرئاسية لفترة 24 _ 29 _ والسؤال المطروح هل سيكون هنالك تغيير ؟.. السؤال شرعي سواء كان الواحد منّا مع التغيير او مع استمرار منظومة قيس سعيّد … انا ادرك انّ في السياسة كل شيء ممكن .. شكون قال هاكة العام ترامب يولّي رئيس في الولايات المتحدة … وحتى في تونس شكون قال هاكة المرزوقي يولّي ساكن قرطاج ؟؟؟ لكن مثل هذه الحوادث في المعارك السياسية هي نادرة بل استثناءات الاهمّ الان وبعيدا عن الزطلات والشطحات والعنتريات من ذلك الطرف او ذاك وبعيدا عن فهم الفارق بين المنشود والموجود وخاصة هل تهيّات الظروف الموضوعية وخاصة الواقعية لتحقيق المنشود الاهم هو كيف نجيب عن هذا السؤال هل سيكون هنالك اليوم تغيير بعيدا عن الجعجعة مرة اخرى من ذلك الطرف او ذاك وخاصة بعيدا عن مواقف ما يسمّى بالنخبة التي للاسف لم ترتق لمصاف النخبة والتي ان اعيب عليها في شيء في هذا الموضوع بالذات علاوة على كثرة عيوبها فانّي اعيب عليها جهلها لماهية الجماهير في ايّة حدث والاهم لعدم استيعابها الدروس في كلّ الاحداث التي وقعت فيها تغييرات في تونس ..وهي التي لم تدرك يوما عمق ما قاله اب علم الاجتماع ابن خلدون _ التاريخ في ظاهره اخبار وفي باطنه نظر وتحقيق _ فهل نظرت و حققت هذه النخبة فيما حدث منذ 78 حتى 21 ؟؟هذه محاولة متواضعة منّي لقراءة اهمّ الاحداث التي عاشتها تونس منذ الاستقلال والتي احدثت تغييرا ان لم يكن في الحكم كان في موازين القوى لعلّ اهمّ الاحداث التي عاشتها تونس منذ الاستقلال يمكن حصرها في احداث 78 ..احداث الخبز 84 احداث جانفي 2011 واحداث 25 جويلية 2021 المتامّل في هذه الاحداث لابدّ ان يدرك وجود عنصرهام جدا ومشترك بينها .. وبه حدثت تغييرات ..انه عنصر الشارع .. اي نعم في كلّ هذه الاحداث كان للشارع اي للجماهير الشعبية دور فعال في اخضاع الحاكم الى مطالبه ..هل وبعد امساك قيس سعيّد للحكم خرج الشارع بنفس زخم ما سبقه من احداث للمطالبة بالتغيير ؟ انا اجيب وبكل حزم لا .لا . لا .. لماذا لانّ الشارع الذي اعنيه ليس الاربع كعبات او ال الاربعة الاف او حتى الاربعين الف الذين عودونا بحضورهم في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ..بل الشارع عندي هو من بنقردان الى بنزرت ..اي الشارع في كل شبر من تونس وهذا حدث في 78 وفي 84 وفي 2011 وفي 2021 … انذاك فقط يمكن ان نتحدث عن رفض الشارع التونسي للواقع وعزيمته على التغيير ..وهذا حاليا لم يتوفّر علاوة على ذلك العديد منا لم يفهم لماذا العديد يصرّ على دعم قيس سعيّد ..دائما في تقديري المتواضع هنالك عنصران يفسّران هذا التاييد العنصر الاول محنة السنوات العشر التي حكمت بعد 2011 …ومن ثمة كانت غالبية الشعب مع كوجيتو _ لا عودة الى الوراء _ العنصر الثاني والمتمثل في نوعية شخصية قيس سعيّد ..هو في الاخير يستجيب لما يحبه غالبية الشعب ان لم يكن يشبهه … .شخصية قيس سعيّد يمكن تلخيصها في .البساطة بالمعنى السلبي للكلمة والصدق.. وفقط . ثم ماذا عن المترشحين الاخرين ؟؟ مرة اخرى الغالبية من هذا الشعب لا تعرف عنهما شيئا .. بل وتتوجس خيفة من ان البعض منهم قد يكون مجرد قنطرة للحالمين بالعودة للركح السياسي اما انتقاما من قيس سعيّد الذي اذلّ العديد منهم رغم انّ فيلقا منهم كان وراء صعوده لدفة الرئاسة ولم يتصوّر يوما انّ السحر سينقلب على الساحر …او طمعا في عودة ازلامهم الى مواقع القرار .. وهنا العنصر المفصلي في نتائج ايّة انتخابات هي الغالبية غالبية الشعب الذي يؤمن ب _ شدّ مشومك لا يجيك ما اشوم ..لذلك جلّ الانتخابات تُربح كمّا لا كيفا ..وهذا ما لم يفهمه يوما لا السياسيون ولا النخبة .. اختم بالقول ودائما في تقديري الشخصي لا انتظر تغييرا في انتخابات 2024 ..علما بانّي من المقاطعين لها … ومعنى مقاطعتي اكرّره كالاتي ..لا احد من المترشحين الثلاثة يستحق كرسيّ قرطاج وما ادراك … فكيف ابصم باصبعي على من لا يستحقّ ذلك الكرسيّ العظيم ؟؟ انتظر معكم ليس النتائج فقط بل تعاليق وتحاليل النخبويين النكبويين حول تلك النتائج ..توة تشوفو الخنار … ويممة عليك يا تونس الغالية قداش مرمدوك وقداش مازلت تعاني من بعض اولادك .