جحيم الوعي ونعيم الجهل: للشعوب مواقفها وللقادة حساباتهم

جحيم الوعي ونعيم الجهل: للشعوب مواقفها وللقادة حساباتهم

7 افريل، 21:15

لا يوجد تمثيل أصدق من واقع أزمة الأمة في غزة.
فمن لديه وعي كبيير بالأهداف والمخططات والإستعدادات والتوافقات والموافقات للاحداث قبل ان تتضح ، وبعد أن ” من المفترض أن تكون” إتضحت الآن..لديه أزمة كبري.

في مقابل الكثير ممن ومن المتفرض أن يكونو كذلك لديهم قدر من الوعي والثقافة والثقل السياسي والفكري ، أناس إذا تكلمو تستمع لقولهم وإذا كتبو تقرأ لماكتبوه، يعيشون في واد من الجهل المطبق.

عام ونصف من الآن، من يعاني الجحيم بالوعي ناضل ويناضل لتوضيح ما يجب أن يكون معلوم للكافة بالضروروة..معارك جانبية هامشية تستنزف طاقاتنا وتشتت وحدتنا.

جزء من الطاقة في توضيح ان ما يحدث ليس رد علي ما حدث في 7 اكتوبر، وان الموضوع ليس كما يظن البعض أنه تأديب لابد منه ورد فعل مشروعة وان العيب علي الحركة”حماس” في قيامها بالحركة.

جزء من الطاقة مهدور لتوضح للبعض انه يجب أن ينظر للموقف الدولي والعربي الرسمي ودرجاته من الشدة، هل فيه خطوات تنفيذية لقرارات دبلوماسية او تصعيدية؟ هل فيه قرارات بسحب سفراء او تجميد اتفاقيات او وقف علاقات جزئية كالتجارة والامن والتدريبات المشتركة او السعي لقرار اممي او حتي تبني قرار من دول أخرري؟ لا.. فلماذا نصر علي قراءة بيانات الشجب والإدانة بهذه الحماسة والتأكيد علي مواقف بطولية يراها بشكل لا نعلم من أين أتي به !

جزء من الطاقة مهدر وانت تتناقش مع البعض الذي مازال يؤمن أن هناك تحرك وتحالف عربي ما يضغط ويواجه وان دورنا – او دوره الوطني الخالص – هو الخروج بتدوينات الدعم والولاء، وان ذلك وقت الإصطفاف! لا تعرف ما العلاقه أصلا بين المصالحة والإصطفاف ولا العلاقة بين الخطوات التنفيذية علي ارض الواقع. لأنه كالعادة للشعوب مواقفها وللقادة حساباتهم ، ولكل دولة قدرة وطاقة وادوات .

جزء من الطاقة مهدور في محاولة إقناع الكثيرين ان القضية واضحة وضوح الشمس، لا علاقة لجماعة مارقة وموقفك الضيق او السياسي معها بقضية امة، تلك الحركة المسيطرة علي القطاع منذ سنوات طبيعي ترتكب ما تراه أنت حماقات، سواء بالتعاون مع ايران او التعارض السياسي الضيق مع بعض بلداننا، لكن لا يعني ذلك أن تترك قضيتنا وترحب بالفتك بهم لانك ببساطة بعد فترة ستجد ان العدو أصبح علي حدودك عياناً بياناً جهراً نهاراً..وهذا ما يحدث اليوم.

جزء من الطاقة مهدور وانت تحاول علاج من يتحدث عن الحرب الوشيكة والنداء الوطني الذي سيلبيه 120 مليون مصري و200 مليون عربي، تحاول تهدأته ليس لإقناعه وإنما لأنك منشغل مع حماده في الحالات السابقة..تحاول تهدئته لتعلم منه كيف ومتي ومع من ستكون الحرب أصلا ؟ هذا الحوار مؤجل لبوست آخر..

كانت هذه دردشة وثرثرة لتوضيح لماذا أصبح الموضوع ثقيل ثقل الجبال، تتخبط يومياً في مقالات وبيانات واعلانات عن القضية وتقرأها متسائلاً..هل حقاً لدي هؤلاء وعي بالقضية والمسألة والأهداف والإتفاقات التي حدثت طوال سنوات تمهيداً لما يحدث الآن؟ ام لديهم معلومات لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم فقط، فنتزود منهم ما يطمئن قلوبنا !

محمد زازو

مواضيع ذات صلة