حديثُ الجمعة فضائل وخواص سورة يس
يتّفق أهل العلم على أنّ القرآن الكريم بكلّ سوره وآياته محضُ خير وبركة، وسورة يس من السور التي رُوي بشأنها روايات كثيرة، لكنّ أهل الدّراية والعلم ذهبوا إلى أنّ أكثرها ضعيف، لا يرقى إلى درجة الصحيح بحال، بل إنّهم وجدوا أنّ بعضاً من تلك الروايات مكذوب على النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأشاروا إلى أنّ الأحاديث التي جاءت في فضائل وخواصّ سورة يس لا يصحّ رفعها للنبي -صلى الله عليه وسلم- على أنّها أحاديث نبوية ما لم تثبتْ صحّتها.[٣] وجد أهل العلم بعد تتبّع الروايات والآثار الواردة في فضل سورة يس من الموقوفات على بعض الصحابة الكرام بأسانيد حسنة، وبعضها نُقِل بتجربة بعض الصالحين من سلف الأمة، حيث ذكر ابن كثير -رحمه الله- نقلاً عن بعض أهل العلم أنّ هذه السورة الكريمة من مزاياها أنها لا تُقرَأ على أمر عسير إلا تبعه من الله يسرٌ وفرج، والاستئناس بقراءتها عند خروج روح الميّت ساعة الاحتضار فيه أملٌ برحمة الله، وتسهيل أمر خروج الروح.[٣] جاء في بعض الروايات أنّ قراءة سورة يس سبب في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وما ذلك على الله بعزيز، فعن جندب -رضي الله عنه- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له)،[٤] وجاء في رواية أخرى الوصية بقراءتها على من حان أجله من المسلمين؛ فعن معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه السلام- أنّه قال: (اقرَؤوا على موتاكم يس).[٥][٦] وعند المنذري -رحمه الله- بسند صحيح أو حسن أنّ سورة يس تختصّ بكونها قلب القرآن، فعن معقل بن يسار: (قلبُ القرآنِ يس، لا يقرؤُها رجلٌ يريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرةَ إلَّا غفر اللهُ له، اقرؤُوها على موتاكم).[٧] يُلاحَظ أنّ عموم الروايات والآثار في فضل وخواص سورة يس يُظهرُ أنّ لها ميزة عن غيرها من سور القرآن، كما هو الحال في بعض السور الأخرى، ولعلّ ذلك يحمل ترغيباً في قراءتها، وإرشاداً إلى تدبّر آياتها ومقاصدها، وأهل العلم عموماً على جواز الأخذ بمثل هذه الروايات في باب فضائل الأعمال.[٨]
منقول