حديثُ الجمعة : كيف ننصر أهل غزة..
يتساءل الكثير من الناس عن واجبنا اتجاه إخواننا في غزة، جرّاء العدوان الهمجي الذي يلاقونه من بني صهيون. فما يتعرّض له أكثر من مليوني إنسان في غزة جريمة حرب مكتملة الأركان، ترفضها كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية والأعراف الإنسانية. وما يحصل الآن في غزة المحاصرة عدوان صارخ يجب على المسلمين مدافعته بكل ممكن، وكل بحسبه، ولا يُعذر أحد حتى يزول العدوان ويندفع الفساد.
الأمة مدعوة بصورة عاجلة إلى التحرك العاجل لنصرة أهل غزة وفلسطين في قضيتهم العادلة، واستخدام كل الوسائل المتاحة، يقول صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى”. ويجب على الشعوب العربية والمسلمة، الآن، أن تتحرك وتهب لنصرة إخوانهم في غزة، لإجبار هذا الكيان الغاصب على فك الحصار الإجرامي عنهم وإيقاف آلة الحرب والتدمير التي يصبّون عليهم حمم نيرانهم بمساعدة أعتى جيوش الأرض، وأن يتحرّكوا بمدّهم بكل عون يستطيعونه، سواء بالمال أو بالكلمة أو بالموقف. فكما استنصر اليهود بأعوانهم من كل الدول التي فتحت لهم الدعم اللامحدود، وأرسلوا إليهم البوارج الحربية وحاملات الطائرات ومدّوهم بمليارات الدولارات، فلا أقل من أن ننصر إخواننا في غزة. لذا، نحث جموع المسلمين على التحرك بكل الوسائل المشروعة، من التبرع بالمال إلى استخدام المنابر الإعلامية والمقالات الصحافية والنشر في وسائل التواصل لنصرة هؤلاء المستضعفين.
واجب على الدول الإسلامية دعم المقاومة المجاهدة في فلسطين بكل ما تحتاجه، لقيامهم بواجب الدفاع عن أنفسهم وإخراج المحتل من أرضهم، أرض الإسلام على أتم وجه، ونصرتهم بكل ما أمكن، وهم مسؤولون أمام الله تعالى عن ذلك. لكن، بإمكاننا كأفراد أن نقوم بجهود نصرة شرعية قانونية مؤثرة إن شاء الله، على المدى القريب والبعيد، وهذه بعض الأمثلة للوسائل المشروعة المتاحة:
*الدعم المادي من خلال جميع القنوات الشرعية المتاحة، ولا يخلو بلد إسلامي من منظمات موثوقة وجمعيات خيرية رائدة، قادرة على توصيل المعونات والإمدادات إلى المحتاجين إليها، فعلى الأغنياء في هذه الأمة واجب المدافعة، بدعمهم بالمال الذي يخفف من معاناتهم ويعينهم على جهاد أعدائهم.
وعلى أصحاب الأقلام والمنابر الإعلامية النَّفرة لنصرة إخواننا هناك بالتعريف بقضيتهم، وفضح أعدائهم من الكفرة والمنافقين، وإظهار صور الظلم والعدوان التي يواجهونها، ومخاطبة الأمة بالوقوف معهم ونصرتهم. وكشف الحقد الصهيوني وكشف دعواه الباطلة لدى الرأي العام العربي والعالمي، ونشر الصور التي تكشف حقيقة ما يجري من مجازر، لاسيما صور الأطفال والشيوخ التي يغيّبها الإعلام المتواطئ مع العدو وعملائه، أو العاجز عن نقل الصورة بنفسه من ميدان المعركة.
*الدعاء لإخواننا في غزة في مواطن إجابة الدعاء، والقنوت لنازلتهم، فما أهوننا إن لم نرفع أيدينا إلى الله عز وجل، نطلب منه الغوث لأهلنا في غزة، ونتضرّع إليه طلبا للطفه سبحانه بالأجنة في بطون الحوامل، والصغار في أحضان الأمهات، والشيوخ في قارعة الطريق، والمصابين والمرضى في أقسام المشافي وغرف الإنعاش.
بقلم : الدكتور عبد الحقّ حميش