
حديث الجمعة : مَحَاسِنُ العَطَاءِ
الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي شَرَعَ لِعِبَادِهِ البَذْلَ وَالإِحْسَانَ، وَفَتَحَ لَهُمْ أَبْوَابَ الخَيْرِ فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ، نَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قُدْوَةُ أَهْلِ السَّخَاءِ، وَإِمَامُ الجُودِ وَالعَطَاءِ، r وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، فَهِيَ خَيْرُ الزَّادِ، وَمَنْبَعُ السَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا، وَمِفْتَاحُ الفَلاحِ فِي الآخِرَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الإِيمَانَ إِذَا تَمَكَّنَ مِنَ القَلْبِ، أَثْمَرَ سُلُوكًا نَافِعًا، وَبَذْلًا مَحْمُودًا، وَسَعْيًا دَائِمًا فِي وُجُوهِ الخَيْرِ، فَإِنَّ المُؤْمِنَ لا يَعِيشُ لِنَفْسِهِ فَقَطْ، بَلْ يَجْعَلُ مِنْ نَفْسِهِ بَابًا لِلْخَيْرِ، وَمَصْدَرًا لِلنَّفْعِ، وَسَنَدًا لِلضَّعِيفِ، كَمَا قَالَ r: ((أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ)). فَهُوَ يُشَارِكُ فِي شُؤُونِ مُجْتَمَعِهِ، وَيَهْتَمُّ بِقَضَايَاهُ، وَيَحْرِصُ عَلَى الحُضُورِ فِي مَوَاضِعِ الخَيْرِ، يُعِينُ عَلَى الإِصْلاحِ، وَيَسْعَى فِي الصُّلْحِ، وَيَبْذُلُ مِنْ وَقْتِهِ وَجُهْدِهِ مَا اسْتَطَاعَ، تَحْقِيقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﭽ ﭯ ﭰﭼ( )، وَقَوْلِهِ جَلَّ شَأْنُهُ: ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭼ( ). وَيَجْتَهِدُ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ، وَيُحْسِنُ مُعَامَلَةَ أَهْلِهِ، وَيَصِلُ رَحِمَهُ، قَالَ r: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ))، وَيَتَعَامَلُ مَعَ النَّاسِ بِأَدَبٍ وَرَحْمَةٍ، فَيَحْفَظُ لِسَانَهُ، وَيُحْسِنُ الظَّنَّ، وَيَسْتَقْبِلُهُمْ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، امْتِثَالًا لِقَوْلِهِ r: ((لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ))، فَهَذَا هُوَ أَثَرُ الإِيمَانِ الحَيِّ فِي النُّفُوسِ: تَفَاعُلٌ صَادِقٌ، وَسُلُوكٌ مُسْتَقِيمٌ، وَاشْتِغَالٌ دَائِمٌ بِمَا يَنْفَعُ النَّفْسَ وَالنَّاسَ، وَيُرْضِي رَبَّ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ.
أَيُّهَا الكِرَامُ:
أَعْظَمُ النَّاسِ عَطَاءً هُمُ الرُّسُلُ الكِرَامُ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، وَقَدْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى قُدْوَةً لِلأَنَامِ: ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲﭼ( )، كَانُوا يَبْذُلُونَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَوْقَاتِهِمْ لِنَفْعِ مُجْتَمَعَاتِهِمْ وَالرُّقِيِّ بِنُفُوسِ مَنْ حَوْلَهُمْ مَا يَقْصُرُ عَنْهُ وَصْفُ الوَاصِفِينَ، فَبَرْنَامَجُهُمُ اليَوْمِيُّ حافِلٌ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الخَاصَّةِ وَالعَامَّةِ. وَلِذَلِكَ -يَا عِبَادَ اللَّهِ- يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فَهْمُنَا لِلْعَطَاءِ مُنْطَلِقًا مِنْ هَذَا البَابِ الوَاسِعِ لِيَكُونَ أَرْحَبَ مِمَّا نَفْهَمُهُ بِهِ حَالِيًّا، فَلَيْسَ العَطَاءُ مَقْصُورًا عَلَى بَذْلِ المَالِ وَالإِنْفَاقِ المَادِّيِّ فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ فِي الفَهْمِ السَّلِيمِ أَشْمَلُ مِنْ ذَلِكَ بِحَيْثُ يَشْمَلُ الجَانِبَ المَعْنَوِيَّ أَيْضًا، وَيَنْدَرِجُ ضِمْنَهُ: اسْتِقَامَةُ المُسْلِمِ عَلَى الخَيْرِ، وَالحِرْصُ عَلَى البِرِّ وَالمَعْرُوفِ فِي جَمِيعِ جَوَانِبِ حَيَاتِهِ، فَنَبِيُّنَا r بَيَّنَ أَنَّ أَوْسَعَ العَطَاءِ هُوَ الصَّبْرُ عِنْدَمَا قَالَ: ((مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ))، وَهَكَذَا يَتَّسِعُ مَفْهُومُ العَطَاءِ حَتَّى يَدْخُلَ فِيهِ المُعَلِّمُ الَّذِي يُخْلِصُ فِي تَدْرِيسِهِ، وَالطَّبِيبُ الَّذِي يَرْحَمُ مَرْضَاهُ، وَالوَالِدُ الَّذِي يُحْسِنُ إِلَى أَبْنَائِهِ، وَالجَارُ الَّذِي يُؤَمِّنُ جِيرَانَهُ، وَالمُوَظَّفُ الَّذِي يَصْدُقُ فِي عَمَلِهِ، وَاللِّسَانُ الَّذِي لا يَنْطِقُ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَالنَّفْسُ الَّتِي تَتَرَفَّعُ عَنْ أَذَى النَّاسِ. وَإِذَا بَلَغَ العَبْدُ هَذِهِ الدَّرَجَةَ مِنَ السُّمُوِّ فِي السُّلُوكِ، اتَّسَعَ عَطَاؤُهُ، وَارْتَقَى إِلَى مَقَامِ الإِحْسَانِ، الَّذِي هُوَ أَعْلَى مَرَاتِبِ الدِّينِ، كَمَا فِي الحَدِيثِ: ((أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)). فَالعَطَاءُ فِي الإِسْلامِ لَيْسَ تَرَفًا، بَلْ هُوَ مَسْؤُولِيَّةٌ، وَهُوَ لَيْسَ مَحْصُورًا فِي أَهْلِ الغِنَى، بَلْ هُوَ فِي كُلِّ مَنِ امْتَلأَ قَلْبُهُ بِالإِيمَانِ وَالنِّيَّةِ الصَّالِحَةِ، وَالسَّعْيِ إِلى مَا يَنْفَعُ عِبَادَ اللَّهِ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ -عِبَادَ الرَّحْمَنِ-، وَاسْتَمِدُّوا مِنْ عَطَاءِ المُعْطِي سُبْحَانَهُ مَا يَجْعَلُكُمْ مِنْ أَهْلِ العَطَاءِ: ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅﭼ( ).
أقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
الحَمْدُ للَّهِ المُنْعِمِ الكَرِيمِ، سُبْحَانَهُ أَشْكُرُهُ عَلَى نَعْمَائِهِ وَفَضْلِهِ العَمِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، النَّبِيُّ الطَّاهِرُ الصَّادِقُ القَوِيُّ الأَمِينُ،r وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ:
مَا أَوْسَعَ صُوَرَ العَطَاءِ! وَمَا أَكْثَرَ أَبْوَابَهُ! فَمِنَ النَّاحِيَةِ المَادِّيَّةِ هُنَالِكَ: زَكَاةٌ، وَوَقْفٌ، وَنَفَقَةٌ، وَصَدَقَةٌ، وَمِنْحَةٌ، وَعَطِيَّةٌ، وَهَدِيَّةٌ، وَمِنَ النَّاحِيَةِ المَعْنَوِيَّةِ هُنَالِكَ: صِدْقٌ، وَصَبْرٌ، وَبِرٌّ، وَإِحْسَانٌ، وَصِلَةٌ، وَكَرَمٌ، وَتَوَاضُعٌ، وَسَخَاءٌ، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ، وَهِمَّةٌ عَلِيَّةٌ، وَمُرُوءَةٌ أَبِيَّةٌ، بَلْ كُلُّ شُعَبِ الإِيمَانِ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ العَطَاءِ، وَقَدْ وَرَدَ: ((الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً –وَفِي رِوَايَةٍ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ- أَعْلاهَا: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ)). وَمَا أَجْمَلَ صُوَرَ الكُرَمَاءِ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَلا سِيَّمَا أَنْبِيَاؤُهُ الكِرَامُ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، وَفِي مُقَدِّمَتِهِمْ نَبِيُّنَا الأَكْرَمُ r، الَّذِي تَصِفُهُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِقَوْلِهَا: “وَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ”، وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ r شَيئًا قَطُّ فَقَالَ: لا”. وَلَقَدِ اقْتَدَى بِنَبِيِّنَا الكَرِيمِ r أَصْحَابُهُ الكِرَامُ عَلَيْهِمْ رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى فِي البَذْلِ وَالكَرَمِ وَحُسْنِ المُوَاسَاةِ، فَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: ((إنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ – أَيْ نَفِدَ زادُهُمْ – أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ)).
فَاتَّقُوا اللَّهَ -عِبَادَ اللَّهِ-، وَاحْمِلُوا هَذِهِ النُّفُوسَ عَلَى مَا يُرْضِي اللَّهَ، وَرَبُّوهَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَهَذِّبُوهَا بِمَحَاسِنِ الأَخْلاقِ، وَمَحَامِدِ الشِّيَمِ وَالفَضَائِلِ، وَفِي مُقَدِّمَتِهَا العَطَاءُ وَالجُودُ وَالسَّخَاءُ.
هذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ الأَمِينِ، فَقَدْ أَمَرَكُم بِذَلكَ حِينَ قَالَ: )ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ(( ).
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وعَنْ جَمْعِنَا هَذَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَاهْدِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْحَقِّ، وَاجْمعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الخَيْرِ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلامَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ كُنْ عَوْنًا للمُسْلمِينَ والمُسْتَضْعَفِينَ فِي كُلِّ مكانٍ، وَكُنْ مَعَهُمْ وَثَبِّـتْهُمْ وَارْبِطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَصَبِّرْهُمْ، وَاخْذُلْ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُمْ، وَاجْعَلِ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الأَمْرِ، وَالعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، ونسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، ونَسْأَلُكَ قُلُوبًا سَلِيمةً، وَأَلْسِنَةً صَادِقةً، ونَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعمَتَكَ، وَأَيِّدْهُ بِنُورِ حِكْمَتِكَ، وَسَدِّدْهُ بِتَوفِيقِكَ، وَاحفَظْهُ بِعَينِ رِعَايَتِكَ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.