
حرب غزة: رسالة إسرائيلية نادرة من جنود الإحتياط لقائد الجيش.
في خطوة عير مسبوقة، وجه المئات من جنود الاحتياط الإسرائيليين رسالة إلى قائد الجيش طالبوه فيها بتحديد موعد انتهاء الحرب على غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية في تقرير طالعته “العين الإخبارية”: “بعث المئات من جنود الاحتياط اليوم برسالة إلى رئيس أركان الجيش إيال زمير، مطالبين فيها بتحديد موعد مستهدف لتحقيق مهام الجيش في الحرب”.
وتقول الحكومة الإسرائيلية إنها لن تنهي الحرب قبل تحقيق أهدافها، بينها القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحركة “حماس” وإعادة الرهائن الإسرائيليين والتأكد من عدم قدرة “حماس” على تنفيذ هجوم مشابه لـ7 أكتوبر/تشرين أول 2023 بالمستقبل.
أهداف فضفاضة
لكنّ الكثيرين في إسرائيل يقولون إن هذه الأهداف فضفاضة، إذ إنه من الواضح أن حماس لن تكون قادرة على تنفيذ هجوم مشابه لـ7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن قدرتها العسكرية والحكومة قد تضررت بشكل كبير جدا.
كما يشيرون إلى أن التطورات اثبتت عدم القدرة على إعادة الرهائن الإسرائيليين دون اتفاق يتم إبرامه مع حركة “حماس”، بمقابل ثمن ثقيل على إسرائيل بما فيه إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وسحب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وكتب الجنود في رسالتهم: “يبدو أن الجيش الإسرائيلي عاد إلى مسار المراوغة بدون أهداف واضحة”. وأضافوا: “الوقت يلعب ضدنا”.
وكانت إسرائيل استأنفت قبل أكثر من أسبوع هجماتها على قطاع غزة بداعي الضغط على “حماس” من أجل تليين موقفها بشأن إعادة الرهائن الإسرائيليين.
لكنّ التقديرات المهنية الإسرائيلية أشارت في الأيام الأخيرة إلى أن الهجمات الأخيرة لم تسهم في تليين موقف “حماس”.
ويخشى الإسرائيليون، من أن تدفع الحكومة الإسرائيلية باتجاه استئناف الحرب بالكامل في غزة ما يعرض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر.
وفاقم موقف الحكومة الإسرائيلية من الأزمة الداخلية في إسرائيل بين مؤيد لاستئناف الحرب ومطالب بوقف الحرب مقابل إعادة الرهائن.
وقال ضباط الاحتياط: “يجب أن نأخذ في الاعتبار الخلافات الداخلية في إسرائيل، التي تزداد سوءا يوما بعد يوم. يجب عليك تحديد تاريخ استحقاق. حدد إطارا زمنيا لإنجاز المهام”.
ماذا جاء في نص الرسالة؟
وجاء في نص الرسالة التي اطلعت عليها “العين الإخبارية”: “السيد رئيس الأركان المحترم، إننا نخاطبكم نيابة عن عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الذين كان لهم شرف المشاركة بشكل كبير في الحرب الحالية والذين يتوقعون ويرغبون في العودة من أجل محاربة حماس حتى هزيمتها وحتى عودة جميع إخواننا المختطفين”.
وأشارت إلى أنه: “في هذه الرسالة، نسعى إلى التركيز على عنصرين مهمين في الحرب بشكل عام، واللذين يكتسبان أهمية إضافية في ضوء الوضع الخاص الذي نجد أنفسنا فيه: الزمن والإنسان”.
وقالت: “منذ حوالي ثلاثة أسابيع، انتهى وقف إطلاق النار وتم تعليق إطلاق سراح الرهائن. ومنذ ذلك الحين، شهدنا خطوات مختلفة نحو العودة إلى القتال بجرعات صغيرة وبأشكال مختلفة. ويبدو في الواقع أن هذا يمثل عودة من جانب الجيش الإسرائيلي إلى مسار المراوغة ومعارك الاستنزاف دون أهداف حادة وواضحة”.
وأضافت: “من المهم أن نؤكد أن الوقت ضدنا نحن جنود الاحتياط. كما تعلمون، لا يمكن الضغط على زنبرك القوة الاحتياطية بشكل متكرر دون تنشيطه. في الوضع الحالي، يفقد الجنود دافعهم للقتال وإحساسهم بالحيوية. وبطبيعة الحال، في هذا السياق، يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار أيضًا الانقسامات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي، والتي تتفاقم يومًا بعد يوم، مما يؤدي إلى تعميق الصدع وتفكيك الخيوط الدقيقة التي توحدنا كمجتمع متحرك”.
وأشارت إلى أنه “من المهم بالنسبة لنا أن نؤكد التزامنا واستعدادنا للقيام بكل ما هو ضروري لتحقيق أهداف الحرب. كل ما نطلبه منك هو أن تفعل ذلك في أقرب وقت ممكن. إن زوجاتنا وأطفالنا هم أبطال خارقون حقاً، ولكن يجب أن ندرجهم أيضاً في نظام الاعتبارات المتعلقة بالتوقيت ونطاق الحملة”.
وقالت: “نحن نؤمن بكل إخلاص أنه من الممكن والضروري في هذا الوقت أن نكمل المهام التي بدأناها منذ أكثر من سبعة عشر شهرًا. وسيكون من دواعي سرورنا الكبير أن نعود ونقاتل كما علمتنا، مع الالتزام الصارم بمبادئ الحرب: المبادرة والهجوم، والاستمرارية”.
وأضافت: “السيد رئيس الأركان حدد موعدًا نهائيًا، وحدد وقتًا، وحدد إطارًا زمنيًا محددًا لإنجاز المهام، وسنضمن أن تكون أطر عملنا قادرة على تلبية كل مهمة”.