حرية الأسعار لا تعني غياب القوانين أو الرقابة.

حرية الأسعار لا تعني غياب القوانين أو الرقابة.

12 جوان، 18:30

سؤالك وجيه جدًا: ما الفائدة من مصالح مراقبة الأسعار ما دامت الأسعار حرة؟
الجواب يكمن في التمييز بين حرية الأسعار وفوضى الأسعار. الأسعار قد تكون “حرة”، أي أن الدولة لا تفرض سعراً محدداً، لكن هذا لا يعني أن السوق لا يخضع لأي مراقبة. إليك توضيح الفوائد:

1. مراقبة احترام قواعد المنافسة

حتى في سوق حر، قد تحاول بعض الشركات أو التجار:

  • الاحتكار وفرض أسعار مرتفعة.
  • التواطؤ فيما بينهم لتحديد أسعار غير عادلة.

مصالح مراقبة الأسعار تتدخل هنا لضمان الشفافية ومنع الممارسات المنافية للمنافسة.

2. حماية المستهلك من الغش والتلاعب

حرية الأسعار لا تبرر:

  • بيع سلع منتهية الصلاحية أو مغشوشة بثمن مرتفع.
  • عرض منتج على أنه “عالي الجودة” بينما هو رديء.

مراقبو الأسعار يتأكدون من مطابقة الجودة للسعر، وأن المستهلك لا يتعرض للخداع.

3. مراقبة الأسعار المرجعية وهوامش الربح

حتى لو لم تُحدَّد أسعار رسمية، هناك:

  • أسعار مرجعية تحددها الدولة لبعض المواد الأساسية (مثل الخبز أو الحليب).
  • هوامش ربح محددة لا يجب تجاوزها في بعض القطاعات.

دور المراقبة هو التأكد من احترام هذه الحدود وعدم المبالغة في الربح.

4. التدخل في الأزمات أو المضاربات

عند حصول:

  • أزمات مفاجئة (فيضانات، جفاف، أوبئة).
  • ارتفاع غير مبرر للأسعار بسبب المضاربة أو التخزين غير القانوني.

مراقبة الأسعار تصبح أداة أساسية للتدخل وضبط السوق مؤقتًا وحماية القدرة الشرائية للمواطنين.

5. ضمان الشفافية في الإشهار والإعلام بالأسعار

حتى في السوق الحرة، من حق المستهلك أن يعرف:

  • سعر المنتج بشكل واضح.
  • ما إذا كانت هناك زيادات أو تخفيضات حقيقية.

المراقبة هنا تضمن أن لا يُضلَّل المستهلك.

حرية الأسعار لا تعني غياب القوانين أو الرقابة. مصالح مراقبة الأسعار لا تُوجد لتحديد الأثمان، بل:

  • لضمان شفافية السوق،
  • ومنع التلاعب،
  • وحماية المواطن من الاستغلال.

بعبارة بسيطة: الأسعار حرة، لكن الأخلاق والسلوك الاقتصادي يجب أن يبقيا تحت المراقبة.

مواضيع ذات صلة