حكومة يترأسها الحشاني لن تذهب بعيدا في المفاوضات مع الصين …فتحي الجمّوسي
في شهر ماي من سنة 1961وفي زيارته للولايات المتحدة الامريكية سيدة المعسكر الغربي حقق الحبيب بورقيبة الكثير لتونس وجلب معه من خلال هذه الزيارة اعترافا دوليا باستقلالها وبسيادة شعبها على اراضيه.
الزيارة كانت ايضا في غاية من الاهمية وجلبت لتونس الكثير من المساعدات الامريكية سواء المالية أو حتى الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
واليوم وفي نفس الشهر وهو شهر ماي من سنة 2024 أدى الرئيس قيس سعيد زيارة مماثلة من حيث القيمة والبروتوكول ومن حيث التعريف باهمية تونس وقيمتها لكن هذه الزيارة كانت للصين سيدة المعسكر الشرقي والتي اصبحت منافسا جديا بل وربما تتجاوز سيدة المعسكر الغربي من حيث القوة الاقتصادية.
فهل سيعمل قيس سعيد بمثل ما فعله الحبيب بورقيبة من استثمار للزيارة من جميع النواحي المالية و الاقتصادية والاجتماعية حتى يعيد بناء الدولة المهدمة التي سبق لبورقيبة ان بناها؟
الاكيد ان زيارة قيس سعيد للصين قد حققت اهدافها الديبلوماسية على المستوى الخارجي وسيكون لها وقع كبير حتى على مستوى كيفية تعامل بلدان المعسكر الغربي مع تونس في المستقبل.
لكن على بقية المستويات وبالخصوص الاقتصادي والمالي فان الكرة تبقى في جانب قيس سعيد وفي حسن اختياره للاعضاء من المفاوضين في اللجنة المشتركة بين البلدين والتي قررها الرئيسين ورهين نوعية المشاريع المقترحة.
و الأكيد ايضا ان حكومة يترأسها احمد الحشاني لن تذهب بعيدا في هذه المفاوضات ولا في حسن اختيار اعضاء اللجنة ولا في حسن اختيار المشاريع لانه وبكل بساطة : “ما فاهم شيء….”
باختصار حسن استثمار التعاون الصيني التونسي رهين تغيير رئيس الحكومة في أقرب وقت ممكن.