خبير في الهجرة يحذر من انتقال مأساة مليلية إلى صفاقس
حذر خبير متخصص في شؤون الهجرة والعضو في «المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية»، الذي يهتم بقضايا الهجرة واللجوء، من تكرار أحداث مليلية المأساوية في صفاقس التونسية، التي راح ضحيتها أكثر من 20 مهاجراً أفريقياً، بعد أن تحولت المدينة إلى «محتشد» للمهاجرين العالقين.
وتعد سواحل صفاقس منصة رئيسية لموجات الهجرة غير النظامية نحو السواحل الإيطالية القريبة، وتحولت هذا العام إلى منطقة عبور أولى إلى دول الاتحاد الأوروبي، حيث باتت نقطة استقطاب رئيسية للمهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وباتت هذه المدينة تتصدر النقاشات بين تونس ودول الاتحاد من أجل حزمة مساعدات مالية تفوق المليار يورو لدعم الاقتصاد، ومكافحة فعالة للهجرة غير النظامية، وأنشطة عصابات تهريب البشر، وتسريع عمليات الترحيل.
وقال الخبير رمضان بن عمر، لوكالة الأنباء الألمانية، إن المدينة «بصدد التحول إلى حصن ومحتشد للمهاجرين العالقين، والاتحاد الأوروبي نجح في عسكرة السواحل ومنع الخروج… نحن إزاء كارثة».
وحذر بن عمر، الذي شارك في المنتدى الاجتماعي المغاربي للهجرة بمدينة الناظور المغربية قبل أيام، من تكرار الأحداث المأساوية على سياج مليلية قبل عام، وذلك عندما لقي عدد من المهاجرين حتفهم في محاولة العبور إلى الجيب الإسباني المحتل.
وتابع بن عمر موضحاً أن الوضع من حيث «القوة العددية» أكثر خطورة في صفاقس التي شبهها بالمدينة «المصيدة»، حيث يوجد الآلاف في الشوارع دون فرص عمل، ولا مأوى ولا أفق واضح، مشيراً إلى أن المهاجرين يواصلون القدوم إلى صفاقس من أجل العبور، ومؤكداً أن وجود الآلاف عالقين في رقعة جغرافية محددة «سيدفعهم إلى الاحتجاج وإلى اختيار القوة، لا يوجد سياج في صفاقس ولكنهم قد يندفعون إلى الميناء».
ويجول الآلاف من المهاجرين هائمين في الشوارع في صفاقس، ويفتقد أغلبهم إلى المال الكافي لتأمين رحلة محفوفة بالمخاطر إلى الأراضي الإيطالية على متن قوارب متهالكة يصنعها المهربون. وشهدت عدة أحياء أعمال عنف متكررة بين جماعات من المهاجرين، وبين المهاجرين والسكان المحليين، وأول أمس الأحد خرجت مسيرة للسكان المحليين تطالب السلطات بوقف التدفق على المدينة، وإيجاد حلول لآلاف المهاجرين العالقين.
وأضاف بن عمر : «يشعر الأهالي في صفاقس بالضيق، وهذا قد يدفع إلى وضع اجتماعي خطير، وإلى حالة من الاحتقان المتبادل». ويعترض الحرس البحري المئات يومياً، ويجري إعادتهم إلى السواحل، بينما قال مصدر في البلدية إن السلطات دفنت نحو 600 جثة منذ بداية العام إثر حوادث غرق مأساوية، فيما يعد الكثيرون في عداد المفقودين.
عن الشرق الاوسط