داليدا… الفنّانة الناجحة…. سامي النيفر

داليدا… الفنّانة الناجحة…. سامي النيفر

6 ماي، 14:00

فنّانة ذات جذور مصرية إيطالية تحوّلت من “دليلة” إلى “داليدا”… تحصّلت على الجنسية الفرنسية حيث سطع نجمها في بلاد الأنوار وغنّت في الأولمبيا فأطربت وتألّقت… غنّت بالعربية والفرنسية والإنقليزية والإسبانية والألمانية والإيطالية واليونانية واليابانية… غنّت مع آلان دولان “Paroles paroles” وغنّت “Il venait d’avoir dix-huit ans” متحدّية العقليات المتخلّفة المتغلغلة فينا إلى اليوم والتي تجرّم وتحرّم زواج رجل بامرأة تكبره سنّا… اشتهرت برائعتها “Gigi l’amoroso”.. أغانيها تلامس شغاف القلوب التي مازالت تتذوّق الفنّ الأصيل وترتقي بها إلى عالم صاف نبيل… ألحان وكلمات مؤثّرة تذكّرنا بزمن جميل يبدو أنه لن يعود حتى إنّ آلان دولان أصبح يتمنّى اللحاق بأصحابه الذين تُوُفّي أغلبهم وكذلك يرغب كل إنسان باعتزال هذه الفوضى الصاخبة التي نعيشها في عصرنا الرديء ويكمل أيام عمره بسلام ووئام وحسب اقتناعاته بعيدا عن الهرج والمرج والانحطاط… ويناسبنا في هذا السياق تذكّر أغنيتها “Le temps des fleurs” التي تحسّرت فيها في ذلك الزمن على الأوقات الحلوة التي كنّا نعيشها دون خوف فماذا ستقول الآن ؟… تحصّلت على لقب ملكة جمال مصر سنة 1954 ومثّلت في عديد الأفلام بالفرنسية والإيطالية وكذلك باللغة العربية على غرار “يوسف وإخوته” و”قناع توت عنخ آمون” و”سيجارة وكأس” وآخرها “اليوم السادس” مع يوسف شاهين… ولكن كانت لها عديد الصدمات والأحزان وظهر ذلك في أعمالها المؤثرة على غرار و”Avec le temps” و”Je suis malade” و”Moi je veux mourir sur scène”… لم تكن لها حياة عاطفية مستقرّة ولم تنجب الأولاد رغم محبّتها لهم وكانت تشعر بحزن لا يفهمه سوى الفنّانون الحسّاسون فالحمقى وحدهم يعيشون دون همّ أو ألم….
تُوُفّيت يوم 3 ماي 1987 تاركة ورقة مؤثّرة مكتوب عليها “عذرا الحياة أصبحت لا تُطاق”… ولكنها تركت إرثا فنّيا وموسيقيا خالدا وراقيا وسنبقى نذكرها كإحدى العلامات الرائعة لزمن العمالقة…

مواضيع ذات صلة