دعكم من سياسة التخوين والمؤامرات…..فتحي الجموسي
دعكم من سياسة التخوين و المؤامرات ودعكم من خطاب اجوف مفاده خيانة وتخاذل الدول العربية.
ألم تعوا لحد اليوم ان اكبر اكذوبة ضيعت شعوبنا لاكثر من مائة عام هي اكذوبة الجامعة العربية و الامة العربية والوحدة العربية …
نحن اكثر شعوب العالم حلما و اكثرهم هزائم.
ودعكم ايضا من مقولة ان تركيا أو ايران أو روسيا أو الصين ستعطف علينا وستساعدنا ضد اعدائنا و تحررنا.
فالعلاقة بين الدول لا تحكمها القيم الانسانية والاخلاقية ولا حتى الدينية بل يحكمها فقط قانون الطبيعة فالبقاء للاقوى والاصلح او حسب قول اجدادنا “حوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت”.
لست ضد مقاومة الكيان ومن يقف وراء هذا الكيان، لكن المقاومة حرب والحرب لكي تنتصر فيها تتطلب العدة والدراسات و الاسلحة التي نصنعها لا تلك التي نشتريها من عدونا وتتطلب ايضا تفوقا علميا في كل المجالات.
فحتى من منطلق ديني بحت فالقرٱن الكريم حثنا على المقاومة وقتال الاعداء و الدفاع عن النفس لكنه في نفس الوقت اجبرنا على اعداد كل الوسائل و التحضيرات للانتصار في المعركة بقوله تعالى: ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم…”
والقرٱن لم يحث المسلمين على القاء انفسهم في معركة محسومة ومهزومة سلفا بحكم تفوق العدو فيها فالقرٱن حرم علينا الانتحار.
من يسمي الحروب المخسورة ملحمة لان غرضها صد وايقاف التطبيع فهو واهم فالتطبيع لا يأتي سوى كنتيجة للهزائم.
معركتنا مع الكيان ليست معركة صاحب حق ومغتصب فقط ولا هي معركة رباطة جأش بل هي معركة حضارية وعلمية بين من اتخذ منهج ابن تيمية وابن كثير وابو قتادة والقرضاوي وابو عياض وبين من اتخذ منهج البارت انشتاين و اسحاق نيوتن و سيغموند فرويد.
معركتنا بين شيوخ الجهل والتخلف و بين كبار العلماء، بين من يبني المدارس و المصانع والمخابر وبين من يضع كل ماله في بناء المساجد.
الانتصار على الكيان ليس بالامر الصعب ولا يتطلب وحدة عربية ولا عطفا تركيا او ايرانيا او روسيا او صينيا.
الانتصار رهين امر واحد فقط وهو ان نكفر بشيوخ الجهل والتخلف والظلامية ونعتنق العلم كدين ودولة تماما كما فعلت كوريا الجنوبية بعد ان كانت تعاني المجاعة والتخلف وتماما كما فعلت اليابان بعد تدميرها بقنبلتين ذريتين وتماما كما فعلت المانيا بعد تقسيمها الى نصفين.