ذكريات عائلية من هزيمة 5 جوان 1967 …سارة عبد المقصود
كنا نقطن في عمارة بباب البحر في صفاقس…سكانها توانسة يهود ومسلمين
اخواتي الكبار على علاقة بالفتيات اليهوديات في مثل سنهن..يتجولن معا.يمرحن.. ويتبادلن الزيارة والاكل
والدة احداهن تزورنا بمناسبة كانت ترفض شرب مجرد كاس شاي مثلما كانت والدتي رحمها الله ترفض طعامهم
في هزيمة جوان كان والدي يتابع الاخبار عن طريق ب.ب.س وكانت الدموع تنهمر من عينيه وقريبه يقول له لا تصدق. انتصرنا. استمع لاذاعة صوت العرب
وما لبث الا واكتظت العمارة من يهود قادمين من ليبيا هربا من المطاردة الشعبية
قرع على بابنا اجوارا يهود طالبين الدعم بحاشيات لضيوفهم..ترددت والدتي وهرع ابي يمد الاجوار بالحاشيات والوسادات
غضبت والدتي من ابي وقالت له: فين هذك الدموع على الهزيمة وعلى قتل العرب وتوا تعاون فيهم
قال لها والدي وما دخلهم في الحرب .هم لم يحملوا سلاحا .هم مدنيين ..وواصل ابي كلامه هم..هم.. وقالت له امي كلهم يهود.. لا فرق بينهم
بعدها غادر البعض منهم نحو فرنسا وظلت علاقة الجوار مع البقية حسنة