راشد الغنوشي: يوزع صكوك الغفران …اسامة بن رقيقة
لا تخلوا تصريحات الشيخ راشد الغنوشي من الغرابة والطرافة في نفس الوقت، كيف لا ورئيس حركة النهضة يخرج بين الفينة والأخرى بتصريح مثير للجدل. تصريح جديد يقول فيه “شيخنا الجليل” “القضاء مستقل وسيقول كلمته، ونبيل القروي برئ. تصريح في ظاهره إشادة بالقضاء وفي باطنه ضغط على مرفق العدالة. فالشيخ راشد نصب نفسه قاضيا يصدر الأحكام القضائية في قضية مازالت في طورها الابتدائي. وبالرغم من الوثائق والحجج التي تدين نبيل القروي، فإن رئيس مجلس النواب يصر إلحاحا على براءة مؤسس حزب قلب تونس. وهو ما يتنافى مع كل المواثيق الدولية التي ترفض تداخل السياسة في القضاء و لا يحق لأي كان لاقانونيا ولا اخلاقيا أن يصدر حكما على قضية يتداول في شأنها قضائيا. وهي ليست المرة الأولى التي يستبسل فيها الشيخ راشد بحماسة عمياء لنصرة نبيل القروي ويمد له صكوك الغفران. فبعد أن اتهمه قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة بأبشع النعوت، عاد ونزهه من كل الاتهامات، واصبح القروي في نظر الغنوشي حليف استراتيجي ، رجل دولة، نظيف اليد. وكأننا أمام المتنبي يمدح كافور الإخشيدي أو الأخطل وهو يمدح عبد الملك إبن مروان. حتى أن البعض ومن باب الطرافة قال أن الغنوشي نظم أبيات شعر ألقاها داخل قناة العائلة، وهمس لأنصاره الغاضبين أن القروي يؤدي فرائضه، ويصوم في الشهر ثلاثة أيام، وخاتم لكتاب الله. كل هذا من أجل المحافظة على السلطة وعلى الغنائم التي يجنيها أهل السياسة. وهذا ليس بغريب على الشيخ راشد، فخلال إنتخابات 2014 وصف نداء تونس بأنه خطر على الديمقراطية، ولكنه في الأخير قام بالتحالف مع حزب الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، قائلا أن البلاد طائر جناحاه النهضة والنداء.