رحيل التوأم… حين يرحل النبضان معًا!..اشرف المذيوب
في ليلة حزينة خيّم صمتها على منطقة العوايشية من ولاية بنزرت، هزّ الفجر خبرٌ لا يُحتمل: وفاة التوأم توفيق ورفيق بن عويشة في حادث مرور أليم بدراجة نارية.
رحلا عن عمر 34 سنة… عن عمرٍ كان يفترض أن يفتح لهما دروب الحياة، لا أبواب الرحيل.
كانا، كما يعرفهما الجميع، روحًا واحدة في جسدين…
درسا معًا، عملا معًا، تشاركا أحلام الشباب وضحكة الطفولة، حتى في تفاصيل الحياة الصغيرة كانا مرآةً لبعضهما… يلبسان الثياب ذاتها، يتحدثان بالطريقة نفسها، ولا يفترقان أبدًا.
لكن البارحة، شاء القدر أن لا يفرّق بينهما حتى في الموت.
رحلا كما وُلدا… كتوأم لا يعرف الانقسام، وكتبت المأساة نهايتهما بالحرف نفسه والنَفَس ذاته.
كم هو موجع أن تفقد أمٌّ توأمها في لحظة واحدة!
وكم هو ثقيل أن يحمل أبٌ نعشين لفلذتي كبده في طريقٍ واحد نحو الوداع الأخير…
أيّ وجعٍ يمكن أن يصف هذا المشهد؟ وأيّ دمعة تستطيع أن تغسل هذا الفقد؟ 💔
رحل توفيق ورفيق… لكن ذكراهما ستبقى شاهدًا على محبةٍ نادرة، وعلى توأمٍ عاش ومات يدًا بيد، وقلبًا بقلب.
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم ارحمهما رحمةً واسعة، واجعل قبرهما نورًا وسكينة، وامنح والديهما الصبر على ما لا يُطاق.






