رغم ضغوط إسرائيل: فرنسا تميل إلى الاعتراف بدولة فلسطينية

رغم ضغوط إسرائيل: فرنسا تميل إلى الاعتراف بدولة فلسطينية

29 ماي، 09:00

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رغبته في رؤية نهاية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني عن طريق “حل الدولتين”، مشدداً على أنه “لا توجد معايير مزدوجة في السياسة الفرنسية” تجاه الشرق الأوسط.

وأضاف ماكرون متحدثاً من إندونيسيا: “الحل السياسي وحده هو الذي سيجعل من الممكن استعادة السلام والبناء على المدى الطويل. سننظم قريباً، بالتعاون مع السعودية، مؤتمراً حول غزة في نيويورك، لإعطاء زخم جديد للاعتراف بالدولة الفلسطينية والاعتراف بدولة إسرائيل وحقها في العيش بسلام وأمن في هذه المنطقة”.

ويميل ماكرون نحو الاعتراف بدولة فلسطين. لكن دبلوماسيين وخبراء يقولون إن هذه الخطوة قد تكون سابقة لأوانها وغير مجدية في الضغط على إسرائيل للمضي نحو اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

ويشيرون أيضاً إلى أن هذا التحرك، قد يعمق الانقسامات الغربية، ليس فقط داخل الاتحاد الأوروبي المنقسم بالفعل، بل أيضاً مع الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل. ويرون أنه يجب أن يترافق هذا الاعتراف مع إجراءات أخرى من بينها عقوبات وحظر تجاري إذا ما كان الهدف منه يتجاوز كونه مجرد لفتة رمزية.

ويدرس مسؤولون فرنسيون هذا التحرك، قبل مؤتمر للأمم المتحدة، تستضيفه فرنساً والسعودية في الفترة من 17 إلى 20 يونيو المقبل لوضع معالم
خارطة طريق نحو دولة فلسطينية.

وإذا اتخذ ماكرون الخطوة، ستصبح فرنسا، التي تضم أكبر عدد من اليهود والمسلمين في أوروبا، أول بلد غربي من الوزن الثقيل يعترف بدولة فلسطين، مما قد يمنح دفعة قوية لخطوة تقودها حتى الآن دول أصغر منتقدة عادة لإسرائيل.

وشهد موقف ماكرون تحولاً في ظل تكثيف إسرائيل هجماتها على غزة، وتصاعد أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية. وهناك شعور متزايد في باريس بضرورة التحرك الآن قبل أن تندثر فكرة حل الدولتين للأبد.

ولفت دبلوماسيون، إلى أنه رغم تأييد ماكرون لهذا التحرك في الوقت الراهن، فإنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد، وقد يطرأ تغيير على الأمور مثل احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قبل منتصف يونيو المقبل.

ومع ذلك، يسعى دبلوماسيو ماكرون جاهدين لضمان توافر أفضل الظروف لاتخاذ القرار، بما في ذلك تقييمات وافية بشأن إصلاح السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حركة “حماس” أو إعادة إعمار قطاع غزة في المستقبل.

ضغط إسرائيلي
وأمضى المسؤولون الإسرائيليون شهوراً، في ممارسة ضغوط لمنع ما وصفه البعض بأنه “قنبلة نووية” بالنسبة للعلاقات الثنائية.

ولا شك أن فكرة أن فرنسا، وهي أحد أقرب حلفاء إسرائيل وعضو في مجموعة السبع، يمكن أن تعترف بدولة فلسطينية، ستثير غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويقول دبلوماسيون إن كندا وبريطانيا ليستا متحمستين بشدة في الوقت الحالي بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، مما يشير إلى أن الأولوية هي إحداث فرق على الأرض، وهو الأمر الذي قد يوهن طموحات ماكرون.

وأفاد مصدران مطلعان، بأن تحذيرات إسرائيل لفرنسا تراوحت بين تقليص تبادل المعلومات الاستخباراتية، إلى تعقيد مبادرات باريس الإقليمية، وحتى التلميح إلى ضم محتمل لأجزاء من الضفة الغربية.

ولكن من المستبعد حدوث ذلك، نظراً للتداعيات المحتملة على المستوى الدولي التي قد تؤجج أحد أسوأ مخاوف إسرائيل، ألا وهو تعميق عزلتها، وخاصة من جانب أوروبا، شريكها التجاري الرئيسي.

انقسامات أوروبية
ودعم ماكرون إسرائيل بقوة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، لكنه صعّد لهجته بشكل مُطّرد ضد إسرائيل بسبب أفعالها في غزة حيث ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من 50 ألف شخص.

وقال ماكرون في مقابلة في التاسع من أبريل: “إننا بحاجة إلى التحرك نحو الاعتراف. وخلال الأشهر القليلة المقبلة، سنفعل ذلك”.

وحتى في ذلك الحين، بدا ماكرون غير حاسم، إذ وضع شروطاً فضفاضة، وقال إنه يهدف إلى بناء زخم مع تحالف يدعم فرنسا والقيام في الوقت نفسه بحثِّ دول إسلامية على الاعتراف بإسرائيل.

إلا أنه لا توجد مؤشرات حتى الآن على استعداد أي دول إسلامية أو عربية جديدة للتحرك نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وفي مؤشرات تعكس الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: “من وجهة نظرنا، هذا الاعتراف (بالدولة الفلسطينية) لن يكون مفيداً الآن ولن يشجع على مزيد من العمل داخل الدول الأعضاء”.

مواضيع ذات صلة