رغم قربها جغرافيا: المبادلات التجارية مع مالطا لم تتجاوز 247 مليون دينار العام الماضي

كشفت إحصاءات مركز النهوض بالصادرات انه على الرغم من قربهما الجغرافي والثقافي، لا تزال المبادلات التجارية بين تونس ومالطا متواضعة، إذ بلغت هذه المبادلات في سنة 2024، ما يعادل 247 مليون دينار، حيث بلغت الصادرات التونسية إلى مالطا نحو 150 مليون دينار في حين قدرت الواردات بحوالي 97 مليون دينار.
وتهيمن المنتجات الصناعية المختلفة على المعاملات التجارية، إذ تمثل 80 بالمائة من الصادرات التونسية إلى مالطا و72 بالمائة من الواردات، وتأتي بعدها منتجات قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية بنسبة 9.5 بالمائة من الصادرات و18.2 بالمائة من الواردات.
ومن بين المنتجات الرئيسية التي تصدّرها تونس إلى مالطا الأسمنت الأبيض والزيوت البترولية والتن الاحمر. ودعما للمبادلات الثنائية بين البلدين الصديقين وسعيا لمزيد تطويرها وفي إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تونس ومالطا، نظم مركز النهوض بالصادرات بالتنسيق مع السفارة التونسية في فاليتا عاصمة مالطا، بعثة لاستكشاف عروض التصدير التونسية في الفترة من 24 إلى 26 فيفري 2025 لفائدة وفد من غرفة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مالطا ، وهي مؤسسة تمثل الشركات المالطية الصغيرة والمتوسطة لأكثر من 75 سنة وتضم أكثر من 7000 عضو من 12000 نقطة بيع، وفق بيانات نشرها المركز.

وترأس الوفد رئيس غرفة مالطا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بول أبيلا، بمرافقة سفير مالطا في تونس، جوزيف ساموت ، وضم الوفد عشرات الشركات العاملة في مختلف القطاعات مثل التمويل والسياحة والخدمات اللوجستية وإدارة النفايات والحرف اليدوية والأعمال الزراعية وتوظيف المهارات التونسية في قطاع الخدمات. وتم في الاطار ذاته تنظيم برنامج ترويجي امتد على ثلاثة أيام، حيث جرى إثرائه بزيارات لعدد من المؤسسات في تونس وسوسة، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية ومع جهات رسمية. واختتمت البعثة بزيارة إلى احدى المعاصر في سيدي بوعلي، اين تم تنظيم لقاء تذوق لزيت الزيتون التونسي بإشراف خبير دولي.

وزار الوفد المالطي مقر مركز النهوض بالصادرات، اين عقد لقاء لمناقشة سبل تطوير المبادلات التجارية بين البلدين وفرص تعزيز التدفقات الاقتصادية. كما التقى ممثلو المؤسسات المالطية عدة أطراف رسمية، بما في ذلك مسؤولين من غرفة التجارة والصناعة بتونس ووكالة النهوض بالاستثمار الخارجي وغرفة تجارة وصناعة سوسة. كما شاركت 38 شركة تونسية تنشط في قطاعات مختلفة على غرار الحرف اليدوية والفلاحة والمعدات الطبية والخدمات المالية، في اجتماعات ثنائية مع أعضاء الوفد المالطي.
كما شاركت خمسة هياكل اسناد، بما في ذلك المجمع المهني المشترك للصناعات الغذائية والديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه والوكالة التونسية للتعاون الفني، في هذه الاجتماعات لاستكشاف اوجه التعاون المحتملة.

وفي نهاية هذه المهمة، تم اجمالا تسجيل حوالي مائة اجتماع بين الشركات التونسية والمالطية. وسيتبع هذه الاجتماعات تقييم إلكتروني لتقدير إمكانات التصدير وتحليل مؤشرات الأداء وتحديد مجالات التطوير في هذا المجال. يشار الى أنّ مالطا تحتل المرتبة 29 بين حرفاء تونس في سنة 2024، حيث تمثل 0.24 بالمائة من إجمالي صادراتها، وتحتل المرتبة 47 كمورد، بنسبة 0.12 بالمائة من إجمالي الواردات.

وداخل الاتحاد الأوروبي، تأتي مالطا في المرتبة 16 من بين أكبر حرفاء تونس والمورد الثاني والعشرين، في المقابل، بالنسبة لمالطا، تظل تونس المورد الأول والحريف الأفريقي الثاني، مما يؤكد على العلاقة الاقتصادية الاستراتيجية للبلدين على الرغم من حجم التجارة الذي لا يزال محدودا.

وات