رَمَانِي من فََوْقْ إلى الأرض….الطاهر العبيدي
وأنا طفل في عمر الخمس سنوات. زارنا أحد الأقارب، وكنت جالسا بجانبه. وبعد الغذاء أخرج من جيبة قطعة نقدية، وأراد إعطائها لي فتمنعت بشدة. وتحت إلحاحه الكبير قبلتها. فوجدتها مآئة مليم، فكانت في تلك الفترة ذات قيمة. استثمرتها في شراء الحلوى وفخ لصيد العصافير وكرة. وبتُّ أتصيد زيارته لبيتنا حتى ( أسلبه ).
وحين يأتي لزيارتنا أجلس بجانبه، وابالغ في الاهتمام به. وكلما تكلم أسانده، واتضامن معه بالضحك، حتى لو روى أشياء تافهة. وأحيانا وفي غفلة من أهلي أقبله على عينه. فأنا لا أطلبه مباشرة ولكن
( نتوحنن عليه )، على أمل ” يدڤو ربي” ويعيد الكرَّة، فضاق ذرعا مني ولم يكرر تلك الفرصة لي والنكبة بالنسبة له. لأني أعتقد أنه ندم أشد الندم. والأكيد أنه أخطأ في اعطائي مآئة مليم، بدل عشرين مليم أو أقل منها.
ومرة كنت ألعب في الحي، ولمحته من بعيد قادما فسارعت لاستقباله. وحين وصلت ارتميت في عنقه أقبله وكان طويلا فدفعني حتى سقطت على الأرض، وكاد رأسي يكسر، ويتناثر شضايا في سبيل مآئة مليم أخرى، وهو كان مستعدا للقيام بجريمة، ثأرا وندما على تسرعه وعدم انتباهه يوم اعطاني مائة مليم دون وعي. ولعله من يومها يوبخ نفسه، ووجد الفرصة للانتقام مني بتلك الطريقة دون رحمة، ولا تفكير في المآل.
وأكون أنا شهيدا في سبيل تغيير الأحوال، وضحية من أجل المال ..