زين العابدين بن علي وحرية القلم
مازلتُ أذكر العشرية الأولى من قرننا الحالي التي سَبقت ” الثورة الهدّامة ” هذه العشرية التي كانت زمن حكم زين العابدين بمعية آل بن علي وآل الطرابلسية ، كنت آنذاك كاتبا صحفيا بجريدة ” الصريح” التي أسسها وأدارها سي صالح الحاجة – شفاه الله – كانت مقالاتي ينشرها سي صالح في ركن ” صالون الصريح ” وهو ركن لا تُنزَّل فيه إلا المقالات ذات المضمون واللغة الجيّدَين على غرار مقالات أستاذنا محمد الحبيب السلامي .
كما أذكر أن الصفحة الثانية كانت مخصصة للأستاذ مصطفى عطية يُدبج فيها ما لذ له وطاب من أسطر قد تستهلك ثلثي الصفحة تلك . كانت تعجبني لغته وتشدني أما المواضيع التي كان يتناولها فلكلّ رأيه .مربط الفرس في مقالي هذا أن أحد مقالاتي بمجرد وقوعها بين يدي سي صالح حتى أسرع وخاطبني بجوّاله مقنعا إياي بعدم نشره – أي المقال – وليبدد استغرابي قال لي بالحرف الواحد :” إذا نشرت مقالك هذا إيدي في يدك إلى وكيل الجمهورية “رغم أن المقال لا سبّ فيه ولاشتم ولا هتك للأعراض ولا ولا ..قبلت الأمر على مضض قائلا في نفسي مكره أخاك لا بطل.هذه قطرة من بحر بن علي في مجال حرية القلم .
مَحمد التركي صفاقس / تونس



