
سعودي يُبرؤُنا من حدوث الزلازل في تونس…سلوى بن رحومة
تحدث د. عبد الله العمري بصفته رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض عن أسباب النشاط الزلزالي وحذر منه وذكر من بين الأسباب ما يلي :
السحْبُ الجائرُ للمياه بجوف الأرض
النشاط البترولي او ما يسمى التصدع المائي
التفجيرات الكيميائية
كل هذه الأسباب يمكن ان تكون نقاطا مهمة في تقييم انتماء أي منطقة للنشاط الزلزالي من عدمه في حين يؤكد بعض العارفين أن النشاط الزلزالي يقع يوميا في مكان ما في العالم بدرجات متفاوتة .
ويحدد الخبير السعودي المنطقة الناشطة زلزاليا في الجزيرة العربية و التي يطلق عليها اسم الصفيحة العربية حيث تبدا من البحر الأحمر الى البحر الميت الى خليج العقبة ومن شمال العراق الى عمان وهي منطقة زلزالية لكن نشاطها يعتبر متوسطا مقارنة باليابان و الولايات المتحدة الامريكية .
و الملفت في حديث د. عبد الله العمري انه يمكن تقليص الخسائر من النشاط الزلزالي عن طريق تقنية دراسة التربة و تقييم الخط الزلزالي و بالتالي يمكن اخذ الاحتياطات اللازمة بتصميم بنية تحتية تتحمل ذاك النشاط الزلزالي المرتقب . مثلا العقبة يقول انه يتوقع ان يكون بها نشاط ب7بالمائة درجات على ميزان رشتر وذلك مرة كل خمسين سنة. على هذا الاساس المختبري يمكن التحصين من الخسائر الجسيمة لاي نشاط زلزالي واقامة بنية تحتية تتحمل هذا النشاط.
اما شمال افريقيا فان قراءة الخارطة الجيولوجية تبين ان تونس و الجزائر و المغرب مرتبطة بمصير واحد في النشاط الزلزالي مع تفاوت كبير في الخطورة. حيث بالرجوع الى حركات الزلازل في السنوات المنقضية باختصار نجد ان مدينة قابس قد شهدت زلزال بقوة 2.9 بمقياس رشتر سنة 2015 سجل بفضل الله صفرا من الخسائر .
اما في الجزائر فقد وقعت عديد الزلازل منها قسنطينة سنة 1985 الذي سجل فقط 10 قتلى وبومرداس سنة 2003 الذي سجل 11 الف جريح و2266 قتيل وزلزال اشلف سنة 1980 الأعنف و الذي كان ب 7.3 درجة ودمر 80 بالمائة من بنيتها التحتية .
اما المغرب الأقصى فقد شهد زلزالا سنة 1960 ب 5.7 درجات و سجل 12 قتيلا ويرجح ان المكان غير اهل بالسكان .اما الأعنف فكان سنة 2004 ب 6.5 درجات حيث انهار معه الاف المنازل وسجل به اكثر من 600 قتيل .
ويمكن اعتبار شمال افريقيا مناطق زلزالية بمقادير متفاوتة .حيث تنطلق سلسلة زلزالية من شمال تونس الى شمال الجزائر و المغرب وسلسلة زلزالية ثانية من شرق تونس تحديدا من قابس الى جنوب تونس ومنها تتواصل الى اغادير شرقي المغرب. كما تحتوي المنطقة على سلاسل جبلية شمالا وجنوبا وهما سلسلة جبال الاطلس التلي شمالا وسلسلة جبال الاطلس الصحراوي جنوبا و الملاحظ ان الخط الزلزالي يتطابق مع الخط الجبلي في كلا السلسلتين شمالا وجنوبا .
اما في العالم وحسب المعهد البريطاني الجيولوجي فان العالم يُعرف بثلاث احزمة زلزالية أخطرها يسمى الحزام الناري يوقع في المحيط الهادي ويمثل 80 بالمائة من النشاط الزلزالي في العالم و الثاني هو حزام الالبي ويمثل فقط 17 بالمائة من النشاط الزلزالي في العالم ويمتد الى اكثر من 15 الف كلم نحو المحيط الأطلسي الى شبه الجزيرة الهند الصينية و يعبر القوقاز وصولا الى المتوسط . و يليه الحزام الثالث ويسمى حزام المتوسط الأطلسي وهو ينشط في الماء بعيدا عن المناطق السكانية ويمثل 3 بالمائة فقط من النشاط الزلزالي العالمي
هذه الخريطة العالمية تجعلنا في تونس اكثر اطمئنانا من غيرنا وقد وسعت رحمة ربنا كل شيء ولا تجوز الا الرحمة على من ماتو في المغرب على اثر الزلزال المدمر و نطلب من الله حماية اوطاننا وكل المسلمين في هذا العالم لان لا حماية الا حمايته فالعواصف التي هزت اركان شرق ليبيا ونسفت ربع مدينة من مدنها في لحظة فارقة شعوريا وتاريخيا لا يمكن تكهنها ولا التوقي منها لانها قدر الله الغالب. رحم الله شهداءها و طيب جروح أهلهم