سيدي الرئيس عن أي شعب تتحدث؟…  بقلم أحمد الحباسي كاتب وناشط سياسي

سيدي الرئيس عن أي شعب تتحدث؟… بقلم أحمد الحباسي كاتب وناشط سياسي

22 ماي، 20:44

مع كل إطلالة أو اجتماع أو استقبال لا يتحدث السيد الرئيس إلا عن “الشعب” وعن السيادة للشعب وأنه لا بدّ أن تعود الثروات المنهوبة للشعب. في المقابل يطرح السؤال : ماذا قدم السيد الرئيس للشعب منذ اعتلائه كرسي الرئاسة سوى الوعود والشعارات الرنانة الفارغة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ؟

لو سلمنا أن مصر تعاني بعد سقوط حكم الإخوان تقريبا من نفس المشاكل ونفس الإرهاصات والارتدادات ودخلنا في عملية مقارنة بسيطة بين نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي ونشاط الرئيس قيس سعيد وعددنا عدد زياراته للخارج وزيارات الوفود الأجنبية الرفيعة المستوى وعدد ساعات العمل وعدد الزيارات الميدانية وعدد المشاريع التي تمس البنية التحتية المنجزة وما شهدته مصر من تطوير وتطور على كل المستويات لوصلنا إلى حقيقة أن السيد الرئيس بعيد كل البعد وهناك فارق شاسع بين النشاطين والأداءين.

لماذا لا يتحرك سيادة الرئيس لجلب الاستثمارات الخارجية والهبات والمعونات من عديد الدول كما يفعل الرئيس المصري ؟ ولماذا لا يعقد الرئيس جلسات حوار مع الشباب ويفتتح ورشات العمل ويخلق حركية ثقافية استثمارية ولماذا يصرّ الرجل على اعتماد لغة التهويش والوعيد التي أثبتت عدميتها وأن التهديد لا ينفع مع تجار الغذاء الفاسد وبارونات التهريب وتمويل الإرهاب الذين يسخرون من هيبة الدولة و قصورها عن الدفاع عن نفسها وحماية رعاياها ؟ هل تجاوزت التهديدات الإرهابية ما يتعرض إليه الرئيس المصري ؟ هل أن الرئيس مقتنع أنه يسير فى الطريق الصحيح ؟ وإذا كان الجواب بنعم فلماذا تشتعل كل الأضواء باللون الأحمر الناصع ؟ ولماذا تعيش نسبة عالية من التونسيين على القمامة ؟ لماذا لم يأت مشروع الصلح الجزائي بأية فائدة ؟ لماذا يصرّ الرئيس على استمرار حكومة فاشلة غير مرئية ؟ لماذا سكت الرئيس عن مذبحة المعلمين والأساتذة النواب ؟ ولماذا تغافل حتى عن استقبال ممثليهم لفهم حقيقة مظلمتهم ؟ هل يظن السيد الرئيس أن إعادة نفس المفردات والخطب كافية لطمأنة المواطن الذي يعيش حالة اجتماعية واقتصادية مزرية وغير مسبوقة ؟

في الحقيقة خطاب سيادة الرئيس خطاب غير ملائم للواقع وهو مجرد ارتسامات واهية لا ترقى لتشكل رؤية سياسية ناضجة قادرة على رفع التحديات ومواجهة المشاكل وحين يفرض على حكومة الفشل هذه الارتسامات “لتنفيذها” مع ما تتسم به من غموض وهلامية وبعد عن الوقائع فبالنتيجة ستكون هناك فوضى وعدم وضوح رؤية حكومية تزيد من تعميق الأزمة. لقد أصبح أخف الضررين اليوم هو التخلص من هذه الحكومة والبحث عن حكومة جدية لا تخضع لخطب الرئيس وتجلياته المفرطة في الضبابية وسوء التقدير ولكن من الواضح أن الرئيس يسوس البلاد بمنطق أنا ربكم الأعلى ومن ليس معي فهو ضدي ولا صوت يعلو اليوم غير صوت الرئيس وإن الانتباه إلى مشكلة الطالبين الموقوفين من أجل أغنية وتسخير حكومة كاملة لفض الإشكال والسهو المتكرر عن مشكلة بلد بحاله هو قمة الفشل وانعدام الخبرة ولذلك رجاء سيدي الرئيس انزع الشعب من اهتماماتك وخطبك.

مواضيع ذات صلة