شكرا لك ابو ماضي ..عبد الكريم قطاطة
من الابيات الشعرية التي اصبحت بعض ثوابتي في الحياة ما نظمه ايليا ابو ماضي في احدى قصائده _ حُرّ ومذهب كلّ حُرّ مذهبي .. ما كنت بالغاوي ولا المتعصّب .. يأبى فؤادي ان يميل الى الاذى .. حبّ الاذيّة من طباع العقرب .. فأرى مساوئه كانّي لا ارى .. وارى محاسنه كأن لم تُكتب …ابيات تدعو الى الحرّية ..الى نكران التعصّب .. الى الابتعاد عن الاذيّة ..والى القدرة على رؤية نصف الكأس الملآن في علاقتنا بالآخر ..للاسف ونحن نطالع كتابات ومواقف العديد في هذا العالم الافتراضي نجد الاغلبية هم اقرب للعقارب والثعابين والحيّات في علاقاتهم بالآخرين .. هم فريسة للشكّ الدائم .. للحقد … للغيبة ….للكذب وللنفاق ….وانا اتساءل هل هؤلاء تمتّعوا يوما بالسكينة في حياتهم ؟ هل تمتّعوا بنعمة العفو على الاخر والتصالح مع محيطهم ؟بل هل هم متصالحون اصلا مع انفسهم ؟؟ اللطف وجوه زرقاء او صفراء وقلوب سوداء كتاباتهم دمّار ازرق ..نعم الحياة قد تقسو علينا وقد تؤلمنا بمصاعبها ولكن وكما قال هنري ميشو .الحياة لا تساوي شيئا ولكن لا شيء يساوي الحياة ..وتلك هي المعادلة الواقعية لمفهوم الحياة .. لكن هنالك من يرى في اليوم الا ظلام ليله وينسى نور فجره في تقديري هؤلاء يعانون من امراض نفسيّة تصوّر لهم الاخرين كشياطين كخصوم ثمّ كاعداء ..وبذلك ودون ان يشعروا يتحولون هم ايضا الى شياطين .. اليس هذا ما عناه ابو ماضي في قصيدة اخرى بقوله انظر الى النار انّ الفتك عادتها .. لكنّ عادتها الشنعاء تُرديها لتتحوّل الى مثل شعبي _ النار وقت ما تلقى ما تاكل تاكل بعضها .. _ مسكين ابن آدم والله .. هذا الصنف هو على قيد الحياة نعم ولكنّه في تقديري لم يعش يوما الحياة … 11ذيسمبر 2025




