
صفاقس : الكنام في سُبات عميق !!! استرجاع المصاريف يتطلب سنة كاملة تقريبا
كلّنا يعلم الحالة المزرية التي آلت إليها الوظيفة العمومية في بلادنا إلى درجة اقتناعنا أنه لا يمكن قضاء شؤوننا الإدارية بدون وقوف في الطوابير وتسويف وإهدار للوقت.
وأصبحنا نتعايش مع عبارات معتادة مثل “ارجع غدوة” ، “الرّيزو طايح” ، “المسؤول في اجتماع” ، “اللّي يصحّح في كونجي” ، “الماكينة معدومة” وغيرها من التّعلّات الواهية والرخيصة.
ولكن أن يصل الحدّ إلى تأخير تبلغ مدّته بضعة أشهر فهذا أمر غير معقول ولا يمكن تحمّله على الإطلاق.
ولتقديم الشّواهد في هذا الموضوع، اخترت اليوم الحديث عن خدمات الصندوق الوطني للتأمين على المرض (CNAM) وأخصّ بالذكر منه المركز الجهوي بصفاقس الشمالية ) طريق تنيور ، كلم1 (
فما رأيكم في تأخير النّظر في بطاقات العلاج Bulletins de soins) ، منظومة استرجاع المصاريف (يدوم أكثر من ثمانية أشهر.
تخيّلوا معي بطاقات علاج وقع إيداعها في شهر أوت 2024 لم يقع تسجيلها إلى حدّ الآن (أفريل 2025) وهذا بشهادة الموظّفة المكلّفة بهذه العمليّة بحُجّة كثرة البطاقات وقلّة الأعوان.
فإذا اعتبرنا أنّ البطاقة تتطلّب بعد عمليّة التسجيل عدّة مراحل أخرى (مراقبة طبّية، تثبّت مالي، خلاص بنكي) فإنه يمكننا الحصول على استرجاع جزء من المصاريف خلال 10 أشهر أو ربّما سنة كاملة وعندئذ لا تنسوا إحضار خبزة الڨاطو للإحتفال بعيد ميلاد البطاقة !
حقّا، “كثر الهمّ يضحّك !” كما يقال، فهل يُعقل أن يقدّم أحدنا مطلبا لاسترجاع المصاريف ويقضّي نصف يوم في طابور الانتظار ثم يبقى عدّة أشهر للحصول على جزء ضئيل من مصاريف العلاج التي تكبّدها بما أنّ أغلب الأدوية لا يقع تعويضها وحتى في صورة الموافقة فإنّ نسبة التعويض تكون هزيلة وغير معقولة، أما بالنسبة لأجرة الطّبيب فحدّث ولا حرج!
في نهاية المطاف، أعود لأشير مرّة أخرى إلى اقتراح كنت قد دوّنته في مقالة سابقة ألا وهو العودة إلى الصّندوق الشفّاف لتلقّي بطاقات العلاج حتّى نتمكّن من تقليص طوابير الانتظار.
وختاما أقول: ” نوم العوافي يا كنام وأحلام لذيذة!!! “
محسن العكروت
أستاذ تعليم عال