صفاقس : المتسولون إحتلوا المساجد؟
ليس كل الفقراء متسولون” فلهؤلاء عزة نفس وكرامة تمنعهم من إستجداء عطف الناس. في المقابل ، ” ليس كل المتسولون فقراء ” ، فبعض المتسولون يدعون الفقر والخصاصة والحال أنهم يعانون جشعا يدفعهم إلى ممارسة هذه المهنة لكسب المزيد من المال ، حتى أن غالبية هؤلاء إتخذ من التسول حرفة ، يتقنها بتفان ، له أدوات يستعملها ، يتقمص أدوارا حقيقية تصل أحيانا إلى إستغلال الأطفال من أجل جذب تعاطف الآخرين. يتخذون من الأسواق الأسبوعية والمراكز التجارية والمساجد أماكنا لممارسة “عملهم”. هذه الآفة “التسول” لا تقتصر على التونسيين فحسب ، بل تشمل المهاجرين الأفارقة الذين إحتلوا شوارع مدينة صفاقس والسوريون الذين عادوا بقوة في الآونة الأخيرة ، متخذين من بيوت الله مقرا للممارسة التسول. إذ يلجأ هؤلاء الى المرابطة أمام المساجد ، خاصة في صلاة الجمعة أين يتجمع العشرات وهم يحملون أطفالهم ووصفات طبية وعلب حليب من أجل كسب تعاطف الناس .
هل يعتبر التسول جريمة يعاقب عليها القانون؟
يمنع الفصل 171 من القانون الجزائي
التونسي التسول، وينص على عقوبات تصل إلى ستة أشهر لكل من يتحايل على الناس ويكذب عليهم كي يحصل على الصدقة، وترتفع العقوبة إلى عام كامل إذا كان المتسول يستغل طفلًا للتأثير على المارة.
ماهو رأي الشرع في التسول ؟
حرص الدين الإسلامي على حفظ كرامة الإنسان و حذر من تعرض الإنسان للتسول وهدر كرامته الإنسانية، والتي خصها الله تعالي له. فحرم على الإنسان أن يتخذ من التسول مهنة يكسب بها عيشه، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ “.
و روى البخاري ومسلم عن ابن عمر، أن رسولَ الله صلي الله عليه وسلم قال: ” ما يزال الرجلُ يسأل الناسَ حتى يأتيَ يومَ القيامة وليس في وجهِه مُزعةُ لحمٍ “. وروى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ” لا يفتحُ عبدٌ بابَ مسألة إلا فتَح اللهُ عليه بابَ فقرٍ “. روى مسلمٌ في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ” لأن يغدُوَ أحدكم فيحتطبَ على ظهرِه ليتصدَّقَ به وليستغنيَ عن الناس: خيرٌ له مِن أن يسألَ رجلاً أعطاه أو منَعه؛ ذلك بأن اليدَ العليا خيرٌ من اليدِ السفلى “. وغيرها من الأحاديث النبوية التى ترفض التسول بل تحرمه .
أسامة