
صفاقس المحرس قسم الطب العام بالمستشفى الجهوي مرضى بين الإهمال الإداري والفوضى الصحية
يعاني قسم الطب العام بالمستشفى الجهوي بالمحرس من وضعية صحية كارثية تثير استياء المرضى والمقيمين فيه. روائح كريهة تفوح في أرجاء الوحدة، وتضطر بعض الحالات المرضية للبحث عن أماكن بديلة لقضاء حاجاتهم أو لغسل أيديهم، وهو ما يعكس إخفاقًا واضحًا في إدارة النّظافة والبنية التحتية.
على الرغم من الجهود المبذولة من عمال النظافة بالقسم، إلا أن هذه الجهود تبدو أمام عقبات بنيوية لا يمكن التغلب عليها بالتنظيف اليومي فقط، أبرزها انسداد مجاري المياه وعدم وجود مراقبة دورية وحقيقية. ويشير المرضى إلى أن المشكلة تتطلب تدخلًا عاجلًا من إدارة المستشفى الجهوي والإدارة الجهوية للصحة، ليس فقط لمعالجة الانسداد، بل لضمان تطبيق جدول صارم للنظافة والصيانة ومراقبة الالتزام به يوميًا.
كما يؤكد المرضى على ضرورة إبعاد حاويات فضلات الطعام عن أقسام المرضى وبيوت الراحة، ووضع علامات واضحة لضمان إدارة صحيحة للنفايات، إضافة إلى مزيد من المراقبة والتحكم الفني والإداري لمنع تكرار الانتهاكات التي تضر بصحة المواطنين.
الوضع الحالي يكشف عن إهمال مستمر وعدم مسؤولية من الجهات المعنية، ويضع المرضى أمام معاناة إضافية تفوق المرض نفسه. ففي الوقت الذي يُفترض فيه أن يكون المستشفى ملاذًا للشفاء، تتحوّل أقسامه إلى بيئة غير صحية، تهدد سلامة المرضى والممارسين الصحيين على حد سواء.
من الواضح أن الإجراءات العاجلة لم تعد خيارًا، بل ضرورة ملحة، تشمل صيانة مستمرة، رقابة صارمة، وإعادة النظر في إدارة النفايات والبنية التحتية، لضمان أن يعود المستشفى إلى دوره الأساسي: حماية حياة المواطنين وصحتهم، بدل أن يصبح مصدرًا للمخاطر الصحية.
وائل الرميلي
“ملاحظة: جميع الصور المعروضة في التقرير التقطت بتاريخ 04/10/2025.”



