صفاقس المدينة العتيقة أو البلاد العربي …إنها خراب …سارّة عبد المقصود
تقرير اخير عن زيارتي لصفاقس يتعلق بالمدينة العتيقة.
او كما. يسميها الصفاقسية البلاد العربي.
تتميز هذه المدينة باتساعها وبأن سورها مغلق من جميع الجهات خلافا للمدن الاخرى..ويتم الولوج لها عبر عدة ابواب..الديوان..القصبة..الجبلي…الخ
هزني الحنين الى منزل كنا نقطنه وبيع في فترة الطفولة..وكان معمارا جميلا..زخارف..سواري..وسط دار كبير ومجنبة من الرخام..طرقت الباب ولم يجبني احدا..قصدت منزلا قريبا منا كان على ملك عائلة ڨرمازي..وجدت الباب الخارجي مترعا..ناديت بصوت عالي لم يجبني احد..دلفت نحو المنزل واكتشفت كيف اصبح ذلك المعمار خرابا ومتهالكا…وعلمت ان عديد المنازل كان مصيرها الاهمال في حين تم تحويل البعض منها الى مطاعم تقليدية على غرار دار بللعج قرب الجامع الكبير. كما تحولت بعض المنازل الى مقاهي. وتناولت رفقة صحبي قهوة في مقهى الكامور تحت السور.
تتميز البلاد العربي بعديد الأسواق وكل منها تاريخيا له اختصاصه وروادها كثر في كل الأوقات. لكن لا تخلو انهجها من بعض الأوساخ خاصة سوق البلاغجية..
اثناء تجوالي في المدينة العربي قادتني رجلي نحو مدرستي الابتدائية..اسمها العباسية..تخرجت منها اجيال وأغلقت بعد ان غادر الجانب الأكبر من السكان نحو الغابة أي الجنان.
مدرسة العباسية اسسها الاستعمار في الأربعينيات وفق المعمار العربي..كبيرة..ذات ساحتين احداهما مغطاة ومرفوقى بالمشاجب ليتمكن التلامذة من تعليق المعاطف…الحنفيات عديدة بل سطر كامل من الحمامات. وبها مكتب خاص بممرض مقيم على مدار السنة الدراسية..كانت مدرسة راقية من جميع الجوانب.
أثناء العشرية السوداء تم الاعتداء على محيطها وشبابيكها من قبل باعة الفريب بل تم استغلال كامل ساحة القصبة.
اليوم البلاد العربي في حاجة للتعهد في عديد الأماكن من السور..
البلدية مدعوة للاهتمام بالمعمار القديم واعادة توظيفه والتفكير في تحويل مدرسة العباسية الى مركز ثقافي متعددالاختصاص خاصة وانها تحتل موقعا استراتيجا…مع الاستعانة بأبناء الجهة في المجال الثقافي مثل منصف ذويب ونورالدين بوزيد ودمق.. غيرهم
مشكلتنا ان جانبا من مسوولينا اداريين فقط.دون بعد ثقافي..