
صفاقس :النظافة مفقودة في أغلب محلّاتنا والمواطنون تعوّدوا على ذلك
حقيقة مرّة لا بدّ أن نقولها.. من يعرف أدنى شروط النظافة لن يجدها في أغلب المحلّات الغذائية بجميع أنواعها (مقاهي، مطاعم شعبية وحتى راقية، أكلة خفيفة، خضر، غلال، مغازات أو حوانيت صغيرة، فطائري،…)..
أحد المواطنين يئس من دور الناصح والواعظ واستسلم بمرارة لقدره حيث لم يعد ممكنا الإصلاح.. بالله عليكم، هل نحن مخطئون حين نطالب بألّا يكون الذي يقلي الفطائر أو الفريكاساي ويلفها أو الذي يعدّ القهوة هو نفسه من يتسلّم النّقود ؟ نقود لا نعلم بأي رائحة هي وبمن مرّت وماهي الجراثيم التي تحتويها ؟ عادي جدا ما دام الفطائري حين يسقط عصاة القلي يمسحها بالشائح قليلا ثم يواصل عمله كأن شيئا لم يكن.. هل أصبح من يقول هذه الملاحظات معقَّدا معقِّدا للأمور وثقيل الدّم ؟…
بل هل أصبح من يلبس كمّامة أو يضع جالا خارج الموضوع وخارج التاريخ ؟ فالكورونا انتهت وطردناها باستهتارنا ولامبالاتنا وقد يئست منا الجراثيم التي لا توجد معنا لأن لا زبلة ولا كلاب سائبة ولا حشرات بيننا.. فقط النظافة والعفافة.. حتى الحلاقون والإدارات والأطباء لا يتقيّدون تماما بشروط النظافة ناهيك عن بعض المصحات والمستشفيات.. ألا يفترض أن يكون هناك صابون أو جال في كل الإدارات حتى لو خافت منا الكورونا وكل الأوبئة ورحلت دون رجعة ؟ لا يهم إن سقطت ذبابة على الخضر أو المرطّبات ولا يهمّ بأيّ يد أعطيت لكَ ولا يهمّ إن سعل (كحّ) أحدهم على الأكل..
لا تملك إلا أن تنسحب صامتا خائبا حتى لا أقول ذليلا وفي القلب غصّة لا يعلمها إلّا الله لأنّ الكلام عن النظافة أصبح موضع سخرية وتهكّم من الآخرين.. فإمّا أن تشتري مقهورا أو ترحل مقهورا دون أن تصارحهم بالأسباب والله يرحم ألم قلوبنا…
سامي النيفر